للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاستشهاد فيه:

في قوله: "أما أنت" فإنه حذف فيه كان بعد أن الناصبة للفعل كما قررناه (١).

الشاهد السابع بعد المائتين (٢)، (٣)

أَزْمَانَ قَوْمِي وَالْجَمَاعَةُ كَالَّذِي … لَزِمَ الرِّحَالةَ أَنْ تَمِيلَ مَمِيلَا

أقول: قائله هو الراعي، واسمه: عبيد بنُ حصين بنُ معاويةَ بنُ جندل بنُ قطن بن رَبيعةَ بنُ عبد الله بن الحرث بنُ نُمَيرٍ بنُ عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن مكرمة بن خصفة بن قيس بن غيلان بن مضر بن نزار.

ويكنى: أبا جندل، والراعي لقب غلب عليه لكثرة وصفه للإبل، وجودة نعته إياها.

وهو شاعر فحل من شعراء الإسلام (٤)، وكان مقدمًا مفضلًا حتى اعْتَنَّ (٥) بين جرير والفرزدق، فاسْتَكَفَّهُ جريرُ، فأبى أن يكف فهجاه ففضحه.

والبيت المذكور من الكامل.

قوله: "الرحالة" بكسر الراء وتخفيف الحاء المهملة، وهو سراج من جلود ليس فيه خشب كانوا يتخذونه للركض الشديد، قال أبو عبيدة: عَنَى الرَّاعِي بالرحالةَ هاهنا رحالة النساء لما عليها من الأدم الخمر، فشبه ما عليه من الدماء في حمرته بما على تلك الرحالة (٦)، قوله: "مميلًا" بفتح الميم الأولى وكسر الثانية؛ وهو مصدر مال الشيء يميل ممالًا ومميلًا؛ مثل معاب ومعيب في الاسم والمصدر (٧).


(١) تحذف كان وتظل عاملة ويبقى اسمها وخبرها ويعوض عنها (ما) بعد (أنْ) قال ابن مالك: "والتزم حذفها معوضًا عنها (ما) بعد (أنْ) كثيرًا وبعد (إن) قليلًا". ينظر التسهيل (٥٦)، وشرح التسهيل لابن مالك (١/ ٣٦٣)، توضيح المقاصد للمرادي (١/ ٣١٠، ٣١١).
(٢) أوضح المسالك لابن هشام (١/ ٢٦٦).
(٣) البيت من بحر الكامل من قصيدة طويلة للراعي النميري يمدح بها عبد الملك بن مروان (جمهرة أشعار العرب (٣٣١) دار صادر)، وديوان الراعي (٥٩) تحقيق: فوزي حمودي، وانظر بيت الشاهد في الخزانة (٣/ ١٤٥)، والدرر (٢/ ٨٩)، والتصريح (١/ ١٩٥)، والكتاب (١/ ٣٠٥) وبلا نسبة في شرح عمدة الحافظ (٤٠٥)، والمقرب (١/ ١٤٠)، والهمع (١/ ١٢٢) والمعجم المفصل (٦٦٩).
(٤) طبقات فحول الشعراء لابن سلام (٢٩٨).
(٥) في اللسان: "عن واعتن": اعترض، والاعتنان: الاعتراض" مادة: عنن.
(٦) ينظر اللسان مادة: (رحل).
(٧) اللسان مادة: (ميل).

<<  <  ج: ص:  >  >>