للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاستشهاد فيه:

في قوله: "لاهم" فإن فيه شذوذين:

أحدهما: استعماله في غير النداء؛ لأنه فاعل يسمعها.

والثاني: تخفيف ميمه، والأصل فيه التشديد؛ لأنه عوض في آخره من حرف النداء من أوله؛ ألا ترى أنَّه لا يجمع بينهما إلا في ضرورة الشعر، ولكن الأعشى خففها للضرورة (١).

الشاهد الحادي والأربعون بعد التسعمائة (٢)، (٣)

أَيُّهَذَانِ كُلَا زادكُمَا … ...............................

أقول: لم أقف على اسم قائله، وتمامه:

............................ … وَدَعَاني وَاغِلًا فيمن يَغِلْ

وهو من الرمل:

[قوله] (٤) و"دعاني" أي: اتركاني، قوله: "واغلًا" بالغين المعجمة، وهو الَّذي يدخل على القوم يشربون ولم يُدْعَ، وذلك الشراب الوغل، قوله: "فيمن يغل" أصله: يوغل لأنه من وغل، حذفت الواو لوقوعها بين الياء والكسرة، ويروى: فيمن وغل.

الإعراب:

قوله: "أيهذان" أي: يا أيهذان، حذف منه حرف النداء، و"أي" هو المنادى وصف باسم الإشارة وهو هذان، قوله: "كُلا": جملة من الفعل والفاعل وهو أنتما المستكن فيه (٥)، و"زادكما": كلام إضافي مفعوله، قوله: "ودعاني" -أيضًا- جملة من الفعل والفاعل والمفعول عطف على قوله: "كُلا"، قوله: "واغلًا": حال من الضمير المنصوب في: "دعاني"،


(١) قال ابن جني: "وقد زيدت الميم آخرًا أيضًا، وذلك قولهم: الفهم، فالميم مشددة عوض في آخره من "يا" في أوله، ولا يجمع بينهما إلا في ضرورة الشعر قال ........ ، وخففها الأعشى فقال (البيت). سر الصناعة (١/ ٤٣٠)، وينظر شرح التسهيل لابن مالك (٣/ ٤٠١).
(٢) توضيح المقاصد (٣/ ٢٩٧)، وروايته فيه: (فيمن وغل).
(٣) البيت من بحر الرمل، مجهول القائل، وهو في شرح عمدة الحافظ (٢٨١)، ومجالس ثعلب (٥٢)، والهمع (١/ ١٧٥)، والدرر (٣/ ٣٣)، وشرح شذور الذهب (١٩٩)، ومنتهى الأدب بشرح شذور الذهب (١٥٤).
(٤) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(٥) ورد في هامش الخزانة "قوله: أنتما … إلخ سهو، والصواب: ألف التثنية".

<<  <  ج: ص:  >  >>