للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشاهد الرابع والسبعون بعد المائتين والألف (١)، (٢)

وقد علِمَتْ عرسي مُلِيكةٌ أنني … أنا الليثُ مَعْدِيًّا عليه وعَاديًا

أقول: قائله هو عبد يغوث بن وقاص الحارثي، وهو من الكامل.

قوله: "عرسي" العرس بكسر العين المهملة وسكون الراء [وفي آخره] (٣) سين مهملة، وهي امرأة الرجل، والمعنى: قد علمت زوجي مليكة أني بمنزلة الأسد، فمن ظلمني فكأنه ظلم الأسد فلا بد أن أهلكه.

وهكذا وقع في نسخ ابن أم قاسم: "معديًا عليه وعاديًا" بالعين والدال المهملتين (٤)، ووقع في كتاب الزمخشري: "مغزيًّا عليه وغازيًا" بالغين والزاي المعجمتين حيث قال: "قالوا: عتوّ ومغزوّ، وقد قالوا: عتيّ ومغزيّ، قال:

وقد علِمَت عرسي مُليكةٌ أنني … أنا الليثُ مَغزِيًّا عليه وغَازِيًا (٥)

والأصح ما قاله الزمخشري (٦):

إذا قالتْ حَذَامِ فصَدِّقُوهَا .... فإن القَولَ مَا قَالتْ حَذَامِ

الإعراب:

قوله: "وقد علمت" الواو للعطف إن تقدمه شيء، وقد للتحقيق، وعلمت فعل، و "عرسي":


(١) توضيح المقاصد (٦/ ٧١).
(٢) البيت من بحر الطويل، من قصيدة تبلغ عشرين بيتًا لعبد يغوث بن وقاص الحارثي، وفيها أكثر من شاهد نحوي وصرفي وهي في أكثر من مرجع من كتب الأدب، وانظر الشاهد في الكتاب (٤/ ٣٨٥)، والأمالي الحاجبية (٣٣١)، وشرح شواهد الشافية (٤٠٠)، والممتع (٥٥٠)، والمنصف (١/ ١١)، وسر الصناعة (٦٩١)، والخزانة (٢/ ١٩٧).
(٣) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(٤) توضيح المقاصد (٦/ ٧١).
(٥) قال الزمخشري في المفصل (٣٩٠) ط. دار الجيل وغيرها: "وقالوا: عتي وجثى وعصي ففعلوا بالواو المتطرفة بعد الضمة في فعول مع حجز المدة بينهما ما فعلوا بها في أدل وقلنس؛ كما فعلوا في الكساء نحو فعلهم في العصا، وهذا الصنيع مستمر فيما كان جمعًا إلا ما شذ من قول بعضهم: إنك لتنظر في نحو كثيرة، ولم يستمر فيما ليس بجمع، قالوا: عتو ومغزو، وقد قالوا: عتي ومغزي قال:
وقد علِمَتْ عرسي مَليكةٌ أنني … أنا الليثُ مَغزيًّا عليه وغازِيًا
وقالوا: أرض مسنية ومرضي، وقالوا: مرضو على القياس، قال سيبويه: والوجه في هذا النحو الواو، والأخرى عربية كثيرة، والوجه في الجمع الياء". المفصل بشرح ابن يعيش (١٠/ ٢٢، ١١٠)، وفي نسخ المفصل: "معديًّا عليه وعاديًا" وهو تحريف عما قصده الزمخشري، أو أن الرواية معدي وهو ينطق على مغزي الذي مثل به.
(٦) البيت من بحر الوافر ذكره العيني للتمثيل فقط، وليس للاستشهاد، وقد سبق الحديث عنه آخر باب الممنوع من الصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>