للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب:

قوله: "كم" خبرية؛ ظرف زمان تقديره: كم مرة أو كم يومًا، وقوله: "نالني منهم": جملة معترضة بين كم وبين مميزها وهو قوله: "فضلًا" (١).

قوله: "فضلًا" يروى بالأوجه الثلاثة، أما النصب فلأجل الفصل على الأظهر، وأما الجر فعلى لغة من جر مع الفصل، وأما الرفع فلأنه فاعل نالني، قوله: "على عدم" يتعلق بقوله: "نالني" (٢).

قوله: "إذ": ظرف بمعنى حين، وقوله: "لا أكاد" من أفعال المقاربة، والضمير المستتر فيه هو اسمه، و"أجتمل" خبره، و "من الإقتار" يتعلق بأجتمل.

الاستشهاد فيه هاهنا:

على أنه فصل بين كم وبين مميزها، وهو قوله: "فضلًا" بالجملة وهي قوله: "نالني منهم"، ونصب المميز لأن النصب في مثل هذا الموضع واجب، وكذا إذا فصل بالظرف والمجرور معًا، فإن فصل بأحدهما لم يجب (٣).

الشاهد السابع والسبعون بعد المائة والألف (٤)، (٥)

اطْرُدِ اليَأْسَ بالرَّجَا فكَأَيِّنْ … آلِمًا حُمَّ يُسْرُهُ بَعْدَ عُسْرٍ

أقول: لم أقف على اسم قائله، وهو من الخفيف.

قوله: "اليأس" أي: القنوط، قوله: "آلمًا": اسم فاعل من ألم يألم، قوله: "حم" أي: قدر.


(١) نقده صاحب الخزانة (٦/ ٤٧٨) في ذلك كله قائلًا: "وزعم العيني أن "كم" مع النصب ظرف زمان، تقديره: كم مرة أو كم يومًا، وجملة "نالني منهم" جملة معترضة بين كم ومميزها، وهو فضلًا. هذا كلامه. ولا يخفى فساده؛ إذ جعل المميز محذوفًا مع أنه مذكور. ولا يصح جعل جملة نالني اعتراضية؛ إذ لا فاعل للفعل حينئذ".
(٢) قال صاحب الخزانة (٦/ ٤٧٨): "وقوله: على عدم، أي: مع عدم، متعلق بمحذوف على أنه حال من الياء. كذا قال ابن الحاجب في أماليه عن ابن برهان. وزعم العيني أنه متعلق بنالني. وهو فاسدٌ يدرك بالتأمل".
(٣) ينظر الشاهد رقم (١١٧٢) وما بعده، والإنصاف (٣٠٣) وما بعدها.
(٤) أوضح المسالك (٤/ ٢٦٠).
(٥) البيت من بحر الخفيف، وفيه دعوة للأمل وعدم اليأس، وقائله مجهول، وانظره في المغني (١٨٦)، وشرح شواهد المغني (٥١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>