للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشاهد المتمم للستمائة (١) , (٢)

وَكريمَةٍ مِنْ آلِ قَيسِ أَلفْتُهُ … حتَّى تَبَذَّخَ فارتَقَى الأَعْلامِ

أقول: لم أقف على اسم قائله، وهو من الكامل.

قوله: "وكريمة" أي: رب كريمة، فالهاء للمبالغة لا للتأنيث بدليل قوله: "ألفته وتبذخ وفارتقى"، [قوله: "] (٣) ألفته" بفتح الهمزة وفتح اللام، معناه: أعطيته ألفًا، [يقال: ألفه يألِفه من باب: ضرَب يضرِب إذا أعطاه ألفًا] (٤). وأما: ألِف يألَف من الألفة فهو من باب علم يعلم.

قوله: "تُبَذَّخَ" بفتح [التاء] (٥) المثناة من فوق وفتح [الباء] (٦) الموحدة وتشديد الذال المعجمة، وفي آخره خاء معجمة، ومعناه: تكبر وعلا وشرف، يقال: بذِخ بالكسر، من البذخ بفتحتين وهو الكبر، وشرُف باذخ، أي: عال، والبواذخ من الجبال: الشوامخ، قوله: "فارتقى": من الارتقاء وهو الصعود، و"الأعلام": جمع علم وهو الجبل.

الإعراب:

قوله: "وكريمة": مجرور برب المضمرة، قوله: "من آل قيس": في محل الجر؛ صفته؛ أي: كريم كائن من آل قيس، قوله: "ألفته": جملة من الفعل والفاعل والمفعول، وهذه -أيضًا- صفة.

قوله: "حتى" هذه هي الابتدائية التي تبتدأ بعدها الجملة، قوله: "تبذخ": جملة من الفعل والفاعل، وهو الضمير المستتر فيه الذي يرجع إلى كريمة، [قوله: "] (٧) فارتقى": عطف عليه، قوله: "الأعلام": جرور وإلى المقدرة، تقديره: فارتقى إلى الأعلام، وهذا مختص بالضرورة (٨).

والاستشهاد فيه:

هذا البيت مشتمل على أمور متعسفة:

الأول: في قوله: "كريمة" حيث أدخل الهاء فيه للمبالغة قياسًا؛ وذلك لأن أمثلة المبالغة ثلاثة


(١) ابن الناظم (١٤٦)، وشرح ابن عقيل (٣/ ٤٠).
(٢) البيت من بحر الكامل، وهو لقائل مجهول، يمدح ويفتخر، وينظر بيت الشاهد في شرح الأشموني (٢/ ٢٣٤)، وهمع الهوامع للسيوطي (٢/ ٣٦)، والمعجم المفصل في شواهد النحو الشعرية (٩٠٣)، والدرر (٤/ ١٩٢) واللسان: "ألف".
(٣) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(٤) و (٥) و (٦) ما بين المعقوفين سقط في (أ).
(٧) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(٨) همع الهوامع للسيوطي (٢/ ٣٦)، وحاشية الصبان (٢/ ٢٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>