للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

.... … فَلَيسَ سواء عالم وجهول

الاستشهاد فيه:

في قوله: "للا متشابهان" فإنَّه زيدت اللام التي للتأكيد في الخبر المنفي بلا وهو شاذ (١).

الشاهد الثالث والسبعون بعد المائتين (٢) , (٣)

فإنْكَ مَنْ حَارَبْتَه لَمُحَارَبٌ … شَقِيٌّ وَمَنْ سَالمْتَه لَسَعِيدُ

أقول: قائله هو أبو عزة عمرو بن عبد الله بن عثمان، وكان شاعرًا مفلقًا ذا عيال، وأسر يوم بدر كافرًا، فأُتِيَ به إلى رسول الله فقال يَا رسول الله: لقد علمت مالي من مال، وإني لذو حاجة وعيال فامْنُن عليّ يَا رسول الله ولك علي أن لا أظاهر عليك أحدًا فامتن عليه، فقال يمتدحه (٤):

١ - مَنْ مُبلِغٌ عَنِّي الرَّسُولَ مُحَمّدًا … بِأَنَّكَ حَقٌّ والملِيكُ حَمِيدُ

٢ - وأنتَ امْرُؤٌ تَدْعُو إلَى الحَقِّ والهُدَى … عليكَ مِنَ الله العَظِيم شَهيدُ

٣ - وأنت امْرُؤٌ بُوِّئتَ فِينَا مَبَاءَةً … لهَا دَرَجَاتٌ سَهْلَةٌ وصُعُودُ

٤ - فإنك مَن حاربته ........... … .................. إلى آخره

٥ - ولكنْ إذَا ذُكرتَ بَدْرًا وأهْلَهَا … تأَوَّبَ مَا بِي حَسْرَةً فَيَعُودُ

فلما كان يوم أحد دعاه صفوان بن أمية بن خلف الجمحي وهو سيدهم ليرسله إلى الخروج فقال: إن محمدًا قَدْ مَنَّ عَلَيَّ فَعَاهدْتُهُ (٥) أن لا أُعِينَ عليه، فلم يَزَل به وكان محتاجًا


= سلي إن جهلت النَّاس عنا وعنهم … ......................
وشاهده هناك توسط خبر ليس بينها وبين اسمها، وأما شاهده هنا فمجيء سواء المفرد خبرًا عن المثنى، وعلته أنَّه مصدر، والمصادر لا تثنى ولا تجمع.
(١) تدخل لام الابتداء على خبر (إن)؛ كما سبق بيانه، ولكنه والخبر إذا كان منفيًّا فدخول اللام عليه نادر: ينظر توضيح المقاصد للمرادي (١/ ٣٤٤).
(٢) ابن الناظم (٦٦).
(٣) البيت من بحر الطَّويل، وقد نسبه العيني إلى رجل مشرك، ولكنه ورد غير منسوب في شرح التسهيل لابن مالك (٢/ ٢٨)، وتخليص الشواهد (٣٥٨، ٣٦١)، والدرر (٢/ ١٨١)، والهمع (١/ ١٣٩)، وشواهد التوضيح (١٥٢).
(٤) الأبيات من بحر الكامل في البداية والنهاية لابن كثير (٣/ ٣٤٦، ٣٤٧)، تحقيق أَحْمد عبد الوهَّاب فتيح، ط. دار الحديث، خامسة (١٩٩٨ م).
(٥) في (أ): وعاهدته.

<<  <  ج: ص:  >  >>