للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله تعالى: ﴿وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ﴾ [البقرة: ٢٤٩] أي من لم يشربه، وقال في زمزم (١): "إنها طعامُ طُعم وشفاء سقم"، و "الحب": مبتدأ وخبره الجملة أعني قوله: "يأكله في القرية السوس"، والسوس فاعل جمله، والجملة في محل النصب على الحال.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "حب العراق" [حيث حذف منه حرف الجر أعني: "على" إذ أصله على حب العراق] (٢)؛ كما قلنا ولما حذفها للضرورة نصب ما بعدها بالفعل فافهم (٣).

الشاهد الرابع والعشرون بعد الأربعمائة (٤)، (٥)

تَحِنُّ فتُبدِي مَا بها منْ صَبَابَةٍ … وأخْفِي الَّذِي لَوْلَا الأسَى لَقَضانِي

أقول: قائله هو عروة بن حزام (٦)، وهو من قصيدة أولها هو قوله (٧):


(١) الحديث في فتح الباري لابن حجر (بَاب مَا جَاءَ فيِ زَمَزَم) وَقَدْ وَقعَ فيِ مُسْلِم مِن حَدِيث أبي ذرٍّ "أنهَا طَعَام طُعْم" زَادَ الطَّيالِسِي مِن الْوَجْه الذِي أَخْرَجَهُ مِنهُ مُسلِم "وَشِفَاء سُقْم". وانظره في صحيح مسلم بشرح النووي، باب فضائل أبي ذر.
(٢) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(٣) قال سيبويه: "هذا باب الفاعل الذي يتعداه فعله إلى مفعولين، فإن شئت اقتصرت على المفعول الأول وإن شئت تعدى إلى الثاني كما تعدى إلى الأول. وذلك قولك: أعطى عبد الله زيدًا درهمًا، وكسوت بشرًا الثياب الجياد، ومن ذلك: اخترت الرجال عبد الله، ومثل ذلك قوله ﷿: ﴿وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا﴾ وسميته زيدًا، وكنيت زيدًا أبا عبد الله، ودعوته زيدًا إذا أردت دعوته التي تجري مجرى سميته وإن عنيت الدعاء إلى أمر لم يجاوز مفعولًا واحدًا، ومنه قول الشاعر:
أستَغفرُ اللهَ ذنبًا لَستُ مُحْصِيَهُ … رَبُّ العبادِ إليه الوَجْهُ والعَمَلُ
وقال عمرو بن معد يكرب الزبيدي:
أمرتكَ الخَيَرَ فَافعَل مَا أُمِرْتَ بهِ … فقد ترَكتُكَ ذَا مَالٍ وذَا نَسَب
وإنما فصل هذا أنها أفعال توصل بحروف الإضافة فتقول: اخترت فلانًا من الرجال وسميته بفلان؛ كما تقول: عرفته بهذه العلامة وأوضحته بها، وأستغفر الله من ذلك، فلما حذفوا حرف الجر عمل الفعل، ومثل ذلك قول المتلمس: (البيت) يريد: على حب العراق، وكما تقول: نبئت زيدًا يقول ذاك. أي: عن زيد". الكتاب (١/ ٣٧، ٣٨).
(٤) ابن الناظم (٩٦)، وتوضيح المقاصد (٢/ ٥٣).
(٥) عجز بيت من بحر الطويل لعروة بن حزام العذري صاحب عفراء، وهو من قصيدة طويلة في الغزل العفيف، وانظره في المغني (١٤٢)، وشرح شواهد المغني (١/ ٤١٤)، وشرح الكافية الشافية لابن مالك (٢/ ٦٣٥)، والتصريح (١/ ٣١٤)، والخزانة (٤/ ١٣٦)، وتخليص الشواهد (٥٠٤)، واللسان: "غرض"، والجنى الداني (٤٧٤)، والخزانة (٩/ ١٢٠)، والدرر (٥/ ١٨٥)، وشرح التسهيل لابن مالك (١٤٨ - ١٥٠).
(٦) شاعر إسلامي عاش في زمن معاوية، وأحد عشاق العرب المشهورين، عشق ابنة عمه عفراء، وتزوجت غيره فمات غمًّا، ثم لحقت به ابنة عمه، الخزانة (٣/ ٢١٥).
(٧) ينظر الأغاني (٢٣/ ٣٠٧)، وشرح شواهد المغني (٤١٤)، والخزانة (٣/ ٢١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>