للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويروى: لا تعادِ الفقير، فعلى هذا لا استشهاد فيه، ويقال: إن هذه القصيدة قيلت قبل الإسلام بدهر طويل, قوله: "لا تهين": من أهان يهين إهانة, قوله: "علك" أصله: لعلك، تقول. علك، ولعلك، وعنك، ولعنك، وفيها عشر لغات (١).

قوله: "أن تركع": من الركوع، وهو الانحناء والميل؛ من ركعت النخلة إذا انحنت ومالت، وأراد به الانحطاط من الرتبة والسقوط من المنزلة.

الإعراب:

قوله: "لا تهين": جملة من الفعل والفاعل، قد دخلها لا الناهية، و"الفقير": مفعولها، قوله: "علك" الكاف اسمه، وقوله: "أن تركع": جملة خبره، و"يومًا": نصب على الظرف, قوله: "والدهر": مبتدأ، و "قد رفعه": خبره، والضمير فيه يرجع إلى الفقير، والجملة في موضع النصب على الحال.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "لا تهين" بكسر الهاء وسكون الياء آخر الحروف وبالنون، وأصله: "لا تهينن" بنونين أولاهما مفتوحة، فحذف النون الخفيفة لما استقبلها ساكن (٢).

الشاهد الثالث والعشرون بعد الألف (٣) , (٤)

فمنْ يك لَمْ يثأرْ بِأعْرَاضِ قومِهِ … فإنِّي وَرَبِّ الرَّاقصاتِ لأثْأَرَا

أقول: قائله هو النابغة الجعدي الصحابي، وهو من الطويل.


(١) ينظر الإنصاف مسألة (٢٦)، واللسان مادة: "علل".
(٢) قال ابن مالك: " (واحذف خفيفة لساكن ردف) فقال الأشموني: "أي تحذف النون الخفيفة وهي مرادة لأمرين: الأول: أن يليها ساكن نحو: اضرب الرجل، تريد: اضربن، ومنه (البيت) لأنها لما لم تصلح للحركة عوملت معاملة حرف المد فحذفت لالتقاء الساكنين .. ". شرح الأشموني (٣/ ٢٢٥).
(٣) ابن الناظم (٢٤٤).
(٤) البيت من بحر الطويل، وهو آخر عشرة أبيات للنابغة الجعدي الصحابي، وكلها في الحكم وتجارب الزمان، وأولها:
وما طالب الحاجات في كل وجهة … من الناس إلا من أجد وشمرَا
ولا ترضى حن من عيش بدون ولا تنم … وكيف ينام الليل من بات معسرَا
إذا المرء لم يطلب معاشًا لنفسه … شكا الفقر أو لام الصديق فأكثرَا
فسر في بلاد الله والتمس الغنى … تعش ذا يسار أو تموت فتعذرا
انظر ديوان النابغة الجعدي (٧٣)، دمشق (١٩٦٤)، وانظر بيت الشاهد في الكتاب (٢/ ٥١)، وشرح أبيات الكتاب =

<<  <  ج: ص:  >  >>