للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاستشهاد فيه:

في موضعين:

الأول: أنَّه اعتبر معنى (كلا) وثنى الخبر؛ حيث قال: "أقلعا".

الثَّاني: أنَّه اعتبر لفظ "كلا" ووحد الخبر حيث قال: "رابي".

ويقال: فيه استشهاد آخر حيث قال: "أنفيهما" ولم يقل آنافهما على الأفصح مثل قوله تعالى: ﴿صَغَتْ قُلُوبُكُمَا﴾ [التحريم: ٤].

قلت: فيه نظر من وجهين:

الأول: أنَّه لو قال آنافهما لخرج الكلام عن الوزن.

والثاني: أنَّه ذكر على الأصل؛ لأنَّ الفرسين ليس لهما إلَّا أنفان، وذكر الآناف وإرادة الأنفين مجاز، والأصل ترك المجاز إلَّا لنكتة، فافهم (١).

الشاهد الخامس والعشرون (٢)، (٣)

في كِلْتَ رِجلَيهَا سُلامَى وَاحِدَهْ … ..........................

أقول: قائله راجز من الرجاز لم أقف على اسمه، وتمامه:

......................... … كِلْتاهُمَا مَقْرُونَةٌ بزَائِدَهُ

وهو من الرجز المسدس.

قوله: "في كلتا رجليها"؛ أي: "في أحد رِجلَيهَا سُلامَى"، بضم السِّين المهملة وتخفيف اللام وفتح الميم؛ وهي واحدة السلاميات، وهي العظام التي تكون بين مفصلين من مفاصل الأصابع في اليد والرجل.

الإعراب:

قوله: "سُلامى" مبتدأ و "واحده" صفَتُه، وخبره قوله: "في كلتا رجليها".


(١) قال الزمخشري: "ويجعل الاثنان على لفظ الجمع إذا كانا متصلين كقولك: ما أحسن رؤوسهما، وفي التنزيل: ﴿فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا﴾ ..... وفيه: ﴿صَغَتْ قُلُوبُكُمَا﴾. المفصل للزمخشري (١٨٧) ط. دار الجيل، وشرح ابن يعيش (٤/ ١٥٥)، وينظر شرح شواهد المغني (٥٥٢).
(٢) توضيح المقاصد للمرادي (١/ ٨٧).
(٣) البيت من بحر الرجز، غير معروف قائله، وانظره في الإنصاف (٤٣٩)، وابن يعيش (٦/ ٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>