للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اسمًا واحدًا؛ كمعدي كرب، أو اسم صوت كسيبويه، أو تركيب العدد كخمسة عشر، وأما الثاني: وهو تركيب على جهة الإسناد، نحو: تأبط شرًّا وبرق نحره، فلا يجوز ترخيمه على الأصح (١).

الشاهد الثالث والسبعون بعد التسعمائة (٢)، (٣)

لَنِعْمَ الفتَى تعشُو إِلَى ضوْءِ نارِهِ … طَرِيفُ بنُ مالٍ ليلةَ الجوعِ والخَصَرْ

أقول: قائله هو امرؤ القيس بن حجر الكندي، وبعده بيت آخر وهو (٤):

٢ - إذا البازِلُ الكَوْماءُ راحَتْ عَشِيَّةً … تُلاوذُ من صوتِ المُبِسِّينَ بالشَّجَرْ

وهما من الطويل.

قوله: "تعشو" أي: تسير في العشاء -وهو الظلام- إلى ضوء ناره، "والخصر" بفتح الخاء المعجمة وفتح الصاد المهملة؛ شدة البرد، قوله: "إذا البازل .. إلخ": يصف شدة الزمان وبرده، وأن هذا الممدوح كريم في هذا الوقت، و "البازل": المسنة من الإبل، وهي أجلدها وأقواها،


(١) ذكر ابن الضائع شروطًا لترخيم الاسم فقال: "وللترخيم شروط: أحدها أن يكون الاسم منادى. الثاني: أن يكون مفردًا. الثالث: أن يكون معرفة. الرابع: ألا يكون من المناديات التي يقصد فيها مد الصوت كالاستغاثة والندبة، هذه الشروط ذكرها شارح المقرب في جزء المنصوبات (١١٨٢) وهناك شروط أخرى وهي أن يكون المنادى غير مضاف فلا يرخم نحو: يا طلحة الخير لعدم التغيير بالنداء وعدم السماع، وعلل لذلك الرضي بقوله: "ويجوز أن يعلل امتناع ترخيم المضاف والمضاف إليه بأن المضاف إليه لم يمتزج بالمضاف امتزاجًا تامًّا بحيث يصح حذفه بأسره أو حذف آخره بدليل أن إعراب المضاف باقٍ، والإعراب لا يكون إلا في آخر الكلمة ولم يكن أيضًا منفصلًا عن المضاف بحيث يصح حذف آخر المضاف للترخيم بدليل حذف التنونين منه لأجل المضاف إليه فهو متصل بالمضاف بالنظر إلى سقوط التنوين من المضاف، منفصل عنه لبقاء الإعراب على المضاف كما كان؛ فلم يصح ترخيم أحدهما" شرح الكافية (١/ ١٥٠)، وعدم جواز ترخيم المضاف هو قول البصريين، وأما الكوفيون فأجازوا ذلك ويجعلون الحذف في آخر المضاف إليه ووافقهم في ذلك سماع. ينظر أسرار النداء (١٠٤، ١٠٥)، والإنصاف (٤٣٧)، والأشموني (٣/ ١٧٥، ١٧٦)، وفي ترخيم المركب بإسناد أو عدد أو غيره ينظر: شرح التسهيل للمرادي (٣/ ٦٦، ٦٧)، تحقيق: عبد الهادي علي سليمان، دكتوراه بالأزهر.
(٢) ابن الناظم (٢٣٤)، وتوضيح المقاصد (٤/ ٥٧)، وأوضح المسالك (٤/ ٦٥)، وشرح ابن عقيل (٣/ ٢٩٥) ط. صبيح.
(٣) البيت من بحر الطويل، وهو لامرئ القيس، وهو أيضًا أول بيتين قالهما امرؤ القيس في طريف بن مالك، وانظرهما في ديوانه (١٤٢)، بتحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار المعارف، وأيضًا الديوان (٨١) ط. دار الكتب العلمية، والكتاب (٢/ ٢٥٤)، ورصف المباني (٢٣٩)، وشرح الأشموني (٣/ ١٨٤)، والهمع (١/ ١٨١)، والتصريح (٢/ ١٩٠)، وتذكرة النحاة (٤٢٠)، والدرر (٣/ ٤٨).
(٤) الديوان (٨١) ط. دار الكتب العلمية.

<<  <  ج: ص:  >  >>