للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب:

قوله: "أنجب": فعل ماض، وفاعله قوله: "والداه"، قوله: "أيام": نصب على الظرف، فصل به بين الفعل والفاعل، قوله: "به" أي: بسلامة، قوله: "إذ": بمعنى حين، و "نجلاه": جملة من الفعل والفاعل والمفعول، والضمير المنصوب فيه ورجع إلى سلامة.

قوله: "فنعم": من أفعال المدح، و "ما نجلا": فاعله، والمخصوص بالمدح محذوف، والتقدير: فنعم ما نجلاه.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "أيام" فإنه ظرف فصل به بين الفعل وهو قوله: "أنجب" وفاعله وهو قوله: "والداه"؛ إذ التقدير: أنجب والداه به أيام إذ نجلاه (١).

الشاهد التسعون بعد الستمائة (٢)، (٣)

نَجَوْتُ وَقَدْ بَلَّ المُرَادِيُّ سَيْفَهُ … مِنْ ابْنِ أبي شَيْخِ الأَبَاطِحِ طالِبِ

أقول: قائله هو معاوية بن أبي سفيان []، (٤)، قال ذلك لما اتفق ثلاثة من الخوارج، وهم عبد الرحمن بن عمرو، المعروف بابن ملجم المرادي، والبرك بن عبد الله التميمي، وعمرو بن بكر التميمي -أيضًا- على قتل علي بن أبي طالب [-كرم الله وجهه-] (٥) ومعاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص ، فقال المرادي: أنا أكفيكم علي بن أبي طالب [كرم الله وجهه] (٦)، وقال البرك: أنا أكفيكم معاوية، وقال عمرو بن بكر: أنا أكفيكم عمرو بن العاص، فتعاهدوا على ذلك فأخذوا أسيافهم فسموها، واتعدوا لسبعة عشر من رمضان أن يبيت كل واحد منهم في [بلد] (٧) صاحبه الذي هو فيه.

فأما ابن ملجم فإنه سار إلى الكوفة، وبرك سار إلى دمشق، وعمرو بن بكر سار إلى مصر، فلما دخل السابع عشر من رمضان نهض المرادي وقتل عليًّا حين خرج إلى المسجد، وجعل


(١) ينظر شرح عمدة الحافظ (٤٩٤)، وهمع الهوامع للسيوطي (٢/ ٥٣).
(٢) ابن الناظم (١٥٩)، وتوضيح المقاصد (٢/ ٢٩٣)، وأوضح المسالك (٢/ ٢٣٥)، وشرح ابن عقيل (٣/ ٨٤).
(٣) البيت من بحر الطويل، نسب في مراجعه إلى معاوية الخليفة عندما نجا من القتل ليصير بعد ذلك خليفة للمسلمين، وانظره في الأشموني (٢/ ١٩٠، ٢٧٨)، والتصريح (٢/ ٥٩)، والهمع (٢/ ٥٢).
(٤) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(٥) و (٦) ما بين المعقوفين سقط في (أ).
(٧) زيادة للإصلاح.

<<  <  ج: ص:  >  >>