للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فتغيرت بعدهم عما كنت عليه فكيف تنعم بعدهم؟ وكأنه يعني نفسه بذلك، وضرب المثل بوصف الطلل.

وقوله: "يعمن" أصله: ينعمن، وهو فعل مؤكد بالنون، قوله (١): "من كان" فاعله، [من] (٢) موصولة، و" كان في العصر الخالي" صلته، واسم كان هو الضمير الذي فيه، وقوله: "في العصر" خبره، و"الخالي": صفة للعصر.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "من كان" حيث استعمل "من" التي هي للعقلاء فيمن نُزِّلَ منزلتهم كما في البيت المذكور قبل هذا، فافهم (٣).

الشاهد السادس بعد المائة (٤) , (٥)

إذَا مَا لَقيتَ بَنِي مَالِكٍ … فَسِلِّمْ عَلَى أَيُّهُمْ أَفْضَلُ

أقول: قائله هو غسان بن وعلة بن مرة بن عباد، وأنشده أبو عمرو الشيباني في كتاب الحروف.

وهو من المتقارب، وأصله: فعولن ثمان مرات (٦)، وفيه القبض والحذف، فقوله: "لقيت" مقبوض، وقوله: "لك" محذوف؛ لأن (٧) وزنه فعل.

المعنى: ظاهر.

الإعراب:

قوله: "إذا ما لقيت" كلمة "ما": زائدة (٨)، و"إذا" فيها معنى الشرط؛ فلذلك دخلت الفاء في جوابها، وهو قوله: "فسلم"، و"بني مالك" كلام إضافي مفعول لقوله: "لقيت"،


(١) في (أ): وقوله.
(٢) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(٣) ينظر الشاهد رقم (١٠٤).
(٤) ينظر ابن الناظم (٣٦)، وتوضيح المقاصد للمرادي (١/ ٢٤٤)، وأوضح المسالك لابن هشام (١/ ١٠٩)، وشرح ابن عقيل على الألفية (١/ ١٦٢).
(٥) البيت من بحر المتقارب، وهو لغسان بن وعلة، وهو في التصريح (١/ ١٣٥)، والهمع (١/ ٨٤)، والدرر (١/ ٦٠)، وحاشية الصبان (١/ ١٦٦)، وشرح المفصل لابن يعيش (٣/ ١٤٧)، (٧/ ٨٧).
(٦) في (أ، ب): فعولن فعولن ثمان مرات، والصواب: فعولن ثمان مرات.
(٧) في (أ): فإن.
(٨) تزاد (ما) بعد أي أداة الشرط جازمة كانت نحو: ﴿أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ﴾ [النساء: ٧٨] أو غير جازمة نحو: ﴿حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ﴾ [فصلت: ٢٠]. ينظر المغني (١/ ٣١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>