للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المدح، فإذا كان كذلك فيكون شيء اسم ما [وحميت نعت له، ولذلك أدخل الباء في: مستباح؛ لأنه خبر ما، ولو نصبت شيئًا بحميت لبطل دخول الباء؛ إذ لا يجوز: ما رأيت رجلًا بقائم؛ فتدخل الباء على الصفة وأنت تريد: ما رأيت رجلًا قائمًا] (١).

الاستشهاد فيه:

في قوله: "حميت" فإنه جملة منعوت بها، والجملة المنعوت بها لا بد من اشتمالها على ضمير يربطها بالمنعوت، وحكمه في جواز الحذف للعلم به كحكم الخبرية، وقوله هذا من قبيل الحذف؛ إذ أصله: ما شيء حميته (٢).

الشاهد الرابع والعشرون بعد الثمانمائة (٣)، (٤)

فَوَافَينَاهُمُ مِنَّا بجَمعٍ .... كَأُسد الغَابِ مُردَانٍ وَشِيبِ

أقول: قائله هو حسان بن ثابت الأنصاري ، وهو من قصيدة طويلة من الوافر (٥)، وأولها هو قوله (٦):

١ - عَرَفْتُ دِيَارَ زَينبَ بِالْكَثيب … كَخَط الْوَحْي فيِ الوَرَق القَشيبِ

٢ - تَداوَلَهَا الريَاحُ وكُل جَوْن .... منَ الوَسْمي مُنْهَم سكُوب

٣ - فَأَمْسَى رَسمهَا خَلْقًا وَأَمْسَتْ … يبَابًا بَعْدَ ساكِنِهَا الحَبيب

٤ - فَدَع عَنكَ التذَكرَ كُل يوم .... وَرُدَّ حَزازَةَ الصَّدْر الكَئيب

٥ - وَخَبِّرْ بِالذِي لَا عَيب فيه .... بِصدْقٍ غَيرَ إِخْبَار الكذُوب (٧)

٦ - بِمَا صَنَع الملَيكُ غدَاةَ بَدْرٍ .... لَنا فيِ المشرِكِينَ مِنَ النصِيبِ

٧ - غَدَاةَ كَأَن جَمْعَهُمُ حِرَاءُ .... بَدَتْ أركَانهُ جُنْحَ الغُرُوبِ


(١) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(٢) ينظر الشاهد (٨١٢).
(٣) توضيح المقاصد (٣/ ١٤٦)، والبيت موضحه بياض في (أ).
(٤) البيت من بحر الوافر، وهو لحسان بن ثابت، من قصيدة يذكر فيها يوم بدر، وقتلى كفار مكة في ذلك اليوم؛ ثم حمل المشركين على الاعتراف بنبوة محمد ، وانظر بيت الشاهد في الديوان بشرح البرقوقي (٦٩)، ونوادر أبي زيد (٢٢)، والإنصاف (١٠٢)، وشرح التسهيل لابن مالك (٣/ ٣١٦)، وشرح الأشموني (٣/ ٦٥).
(٥) القصيدة من الوافر، وقد نص العيني على أنها من الكامل،
(٦) ينظر القصيدة بكاملها في ديوان حسان بشرح البرقوقي (٦٩)، وفي (١٣٤) ط. دار المعارف، بتحقيق: د. سيد حنفي.
(٧) هذا البيت سقط في (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>