كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية

شواهد الإضافة - الشاهد الرابع والخمسون بعد الستمائة - ج: 3 - ص: 1334

الشاهد الرابع والخمسون بعد الستمائة (١) , (٢)

وَكُنْ لِي شَفِيعًا يَوْمَ لَا ذُو شَفاعةٍ … بِمُغْنٍ فَتِيلَا عَنْ سَوَاد بن قارِبِ

أقول: قائله هو سواد بن قارب الأَزدِيّ الصحابي ﵁، وقد مرَّ الكلام فيه مستوفى في شواهد ما ولا وإن المشبهات بليس (٣).

والاستشهاد فيه:

في قوله: "يوم لا ذو شفاعة" فإن يوم فيه بمنزلة إذ في كونه اسم زمان مبهم لما يأتي؛ فلذلك نزل منزلته فيما أضيف إليه، وهذا ونحوه نزل فيه المستقبل لتحقيق وقوعه منزلة ما قد وقع ومضى.

الشاهد الخامس والخمسون بعد الستمائة (٤) , (٥)

إِنَّ لِلْخَيْر وللشَّرِّ مدًى … وَكِلَا ذَلكَ وَجْهٌ وَقَبَلْ

أقول: قائله هو عبد الله بن الزبعري بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهو بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار.

وهو أحد شعراء قريش المعدودين، وكان يهجو المسلمين ويحرض عليهم كفار قريش، ثم أسلم بعد ذلك، وقبل النبي ﷺ إسلامه، وأمنَّه يوم الفتح، وقال ذلك يوم أحد وهو يومئذ

---

(١) أوضح المسالك (٢/ ١٩٨).
(٢) البيت من بحر الطَّويل من قصيدة عدتها سبعة أبيات لسواد بن قارب الصحابي الجليل أنشدها أمام رسول الله ﷺ وقد جاء يعلن إسلامه، انظر شرح أبيات المغني (٦/ ٢٧٣)، وانظر بيت الشاهد في الجنى الداني (٥٤)، والدرر (٢/ ١٢٦)، والتصريح (١/ ٢٠١)، وشرح عمدة الحافظ (٢١٥)، وشرح شواهد المغني للسيوطي (٨٣٥)، والمغني (٤١٩)، وقد مر في الشاهد رقم (٢٢٧) من شواهد هذا الكتاب.
(٣) ينظر الشاهد رقم (٢٢٧).
(٤) ابن الناظم (١٥٣)، وتوضيح المقاصد (٢/ ٢٧٠)، وأوضح المسالك (٢/ ٢٠٣)، وشرح ابن عقيل (٣/ ٦٢) "صبيح".
(٥) البيت من بحر الرمل، من قصيدة قالها عبد الله بن الزبعري، شامتًا في المسلمين وقد هزمتهم قريش، وكان عبد الله كافرًا، وقد رد عليه حسان بقصيدة على نفس الوزن والقافية والروي، ثم أسلم عبد الله، كما ذكر العيني، وانظر بيت الشاهد في ابن يعيش (٣/ ٢، ٣)، والمغني (١/ ٢٠٣)، والمقرب (١/ ٢١١)، وشرح التصريح (٢/ ٤٣)، وشرح شواهد المغني (٥٤٩)، وهمع الهوامع للسيوطي (٢/ ٥٠)، والأغاني (١٥/ ١٣٦) والدرر (٥/ ٢٥)، وقد ذكرت قصيدة حسان في شرح شواهد المغني.