للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألا كُلُّ شيءٍ مما خَلا اللهَ باطلُ … ................. (١).

وكاد ابن أبي الصلت (٢) أن يسلم وفي رواية لهما قال: "أشعر كلمة تكلمت بها العرب كلمة لبيد" إلخ، وهذه الرواية رويناها أيضًا من طريق الترمذي (٣) -رحمه الله تعالى- وقد رويت هذه اللفظة بألفاظ مختلفة منها: إن أصدق كلمة (٤)، ومنها: إن أصدق بيت قاله الشاعر (٥)، ومنها: أصدق بيت قاله الشاعر، ومنها: أصدق بيت قالته الشعراء، وكلها في الصحيح، ومنها: أشعر كلمة قالتها العرب، قاله ابن مالك في شرحه للتسهيل (٦)، وكلها في وصف المعاني مبالغة بما يوصف به الأعيان؛ كقولهم: شعر شاعر، وخوف خائف، وموت مائت، ثم يصاغ من أفعل باعتبار ذلك المعنى، فيقال: شعرك أشعر من شعره، وخوفي أخوف من خوفه (٧)، وفيه شاهد آخر: وهو تقديم المستثنى، ولكن الشارح لَمْ يورده لذلك، وإنما أورده لما ذكرنا [فافهم] (٨).

الشاهد الثاني (٩)، (١٠)

وَكَم عَلَّمْتُهُ نَظْمَ القوافي … فَلَمَّا قَال قَافِيَةً هَجَانِي

أقول: قائله هو معن بن أوس المزني (١١) شاعر جاهلي مقل، قاله في ابن أخت له، وهو من


(١) ينظر صحيح البخاري بشرح فتح الباري لابن حجر، دار المعارف بيروت (٧/ ١٤٩)، وصحيح مسلم بشرح النووي (١٥/ ١٣) ط أولى، المطبعة المصرية بالأزهر (١٩٣٠ م).
(٢) أمية بن أبي الصلت الثقفي الشاعر المشهور (ت ٩ هـ) بالطائف، مسلم (١٥/ ١٢)، ولم توجد هذه الرواية في البخاري: كتاب مناقب الأنصار (٧/ ١٤٩).
(٣) محمد بن عيسى بن سورة بن موسى السلمي، من أئمة الحديث وحفاظه (ت ٢٧٩ هـ). الأعلام (٦/ ٣٢٢)، وينظر الحديث في تصحيحه (٩/ ٢٩١) ط. دار الكتب العلمية بيروت.
(٤) صحيح مسلم (١٥/ ١٣).
(٥) التي في مسلم: أصدق بيت قاله الشاعر (١٥/ ١٣) كما هي الرواية التالية.
(٦) شرح التسهيل لابن مالك (١/ ٦) تحقيق: عبد الرحمن السيد ومحمد بدوي المختون، ط. هجر، أولى (١٩٩٠ م).
(٧) شرح التسهيل لابن مالك (١/ ١٣٩)، وفيه: "وخوفي أخوف من خوفك".
(٨) ما بين المعقوفين زيادة في (أ).
(٩) ابن الناظم (٤) ط. دار السّرور.
(١٠) البيت من بحر الوافر لمعن بن أوس المزني وهو في البيان والتبيين للجاحظ (٣/ ٢٣١، ٢٣٢) تحقيق: هارون، دار الجيل بيروت.
(١١) معن بن أوس بن نصر بن زياد المزني، شاعر فحل، من مخضرمي الجاهلية والإسلام، له مدائح في جماعة من الصحابة، وكان معاوية يفضله ويقول: أشعر أهل الجاهلية زهير بن أبي سلمى، وأشعر أهل الإسلام ابنه كعب ومعن بن أوس، وهو صاحب لامية العجم التي أولها:
لعمرك ما أدري وإني لأوجل … على أينا تعدو المنية أول =

<<  <  ج: ص:  >  >>