للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشاهد الثاني بعد المائة والألف (١) , (٢)

فَأُقْسِمُ أَنْ لَو الْتَقَينَا وَأنتمُ … لكانَ لكُمْ يَوْمٌ من الشَّرِّ مُظلِمُ

أقول: لم أقف على اسم قائله، وهو من الطَّويل.

الإعراب:

قوله: "فأقسم" الفاء للعطف، وأقسم: جملة من الفعل والفاعل، وكلمة "أن" وقعت بين القسم ولو، وهي زائدة.

وقوله: "لو" للشرط، و"التقينا": جملة من الفعل والفاعل؛ فعل الشرط، وقوله: "لكان لكم": جواب الشرط، وقوله: "وأنتم": عطف على الضمير المرفوع في قوله: "التقينا"، وقد علم أن العطف على الضمير المتصل من غير توكيد ولا طول يقوم مقامه قبيح، ولكن الضرورة ها هنا أوجبت حذف الضمير المؤكد؛ إذ أصله: لو التقينا نحن وأنتم، وفي هذه المسألة خلاف بين البصريين والكوفيين (٣).

قوله: "يوم": اسم كان، وقوله: "مظلم" بالرفع صفة اليوم، وقوله: "من الشر" معترض بين الصفة والموصوف، ومحلها النصب على الحال من مظلم، وقوله: "لكم" خبر كان.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "فأقسم أن لو" حيث وقعت أن زائدة بين القسم وكلمة لو كما ذكرنا (٤).

* * *


(١) أوضح المسالك (٤/ ١٥٠).
(٢) البيت من بحر الطَّويل، وهو في الشر وتهديد الآخرين بالحرب، وقد نسب للمسيب بن علس، ينظر الكتاب (٣/ ١٠٧)، وشرح أبيات سيبويه (٢/ ١٨٥)، وابن يعيش (٩/ ٥٤)، والمغني (١/ ٣٣)، والخزانة (٤/ ١٤٥)، وشرح شواهد المغني (١٠٩)، والتصريح (٢/ ٢٣٣).
(٣) انظر الإنصاف (٤٤٧) تحقيق: محمَّد محيي الدين عبد الحميد (المسألة ٦٢). وهي: هل يجوز العطف على الضمير المرفوع من غير توكيد (الكوفيون إلى الجواز، والبصريون في الضرورة فقط).
(٤) انظر مواضع زيادة "أن" في شرح الأشموني (٣/ ٢٨٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>