للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "شطيرًا" بفتح الشين المعجمة وكسر الطاء المهملة، قال الأصمعي: الشطير: البعيد، يقال: بلد شطير، وشطر عني فلان؛ أي: نأى عني، قال الجوهري: والشطر أيضًا الغريب، قال الشاعر:

لا تَتْرُكَنِّي فيهُمُ شطيرًا … ........................... (١)

الإعراب:

قوله: "لا تتركني" لا ناهية، و "تتركني": جملة من الفعل والفاعل والمفعول أكدت بنون التأكيد، قوله: "فيهم" يتعلق بشطيرًا، و "شطيرًا": نصب على الحال، والتقدير: لا تتركني حال كوني شطرًا كائنًا فيهم، قوله: "إني" الضمير اسم إن، وخبره قوله: "أهلك"، قوله: "أو أطيرا": عطف عليه، والألف فيه للإشباع.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "إذن" حيث أعملها الشاعر مع أنها معترضة بين إن وخبرها، وهو ضرورة (٢) خلافًا للفراء (٣)، وقد أول على حذف خبر إن، أي: إني لا أقدر على ذلك ثم استأنف ما بعده (٤).

الشاهد السادس والستون بعد الألف (٥)، (٦)

............................ … كَأَنْ ظَبْيَةٍ تعطُو إلَى وارق السلمِ

أقول: قائله هو علباء بن أرقم اليشكري، وصدره:

وَيَومًا تُوَافِينَا بوَجْهٍ مُقَسَّمٍ … ...........................

وقد مر الكلام فيه مستوفى في شواهد إن وأخواتها (٧).

قوله: "تعطو" أي: تتناول وتأخذ، قوله: "إلى وارق السلم" [أي: إلى مورق السلم] (٨)، وهو بفتح السين واللام؛ شجر من شجر العضاة، واحدتها (٩) سلمة.


= وشرح شواهد المغني (٧٠).
(١) الصحاح مادة: "شطر".
(٢) انظر المقرب (١/ ٢٦١، ٢٦٢)، والمغني (٢٢).
(٣) انظر معاني القرآن للفراء (١/ ٢٧٤).
(٤) انظر شرح التسهيل للمرادي (٤/ ٣١٣).
(٥) توضيح المقاصد (٤/ ١٨١)، وأوضح المسالك (٤/ ١٥٠).
(٦) البيت من بحر الطويل، لعلباء بن أرتم، وقد سبق الحديث عنه في شواهد إن وأخواتها، وانظره في الإنصاف (٢٤٧)، ومعاني القرآن للفراء (٢/ ٨٦)، وشرح الأشموني (٣/ ٢٨٦).
(٧) ينظر الشاهد رقم (٢٩٢).
(٨) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(٩) في (أ): واحدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>