للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "من حوصاء": فعلاء من الحوص بالتحريك، وهو ضيق في مؤخر العين، والرجل أحوص، قوله: "هيض": من الهيض وهو الكسر، وكذلك "نهاض" من الهيض؛ من هاض العظم يهيضه هيضًا، أي: كسره بعد الجبور فهو مهيض، واهتاضه- أيضًا، وكل وجع على وجع فهو هيض، والمعنى هاهنا: نكسر ونفرق إما بدار تُخَرَّب وإما بموت أموات، قوله: "ألم" ويروى: يلم من الإلمام.

الإعراب:

قوله: "نهاض" على صيغة المجهول، والضمير فيه هو المفعول النائب عن الفاعل، قوله: "بدار" أي: في دار (١)، قوله: "قد تقادم عهدها": جملة من الفعل والفاعل وقعت صفة لدار، قوله: "وإما بأموات" عطف على: "إما" المحذوفة على ما يجيء الآن، قوله: "ألَمَّ خيالها": جملة من الفعل والفاعل وقعت صفة لأموات.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "بدار" أصلها: إما بدار قد تقادم عهدها، وإما بأموات، فحذفت إما الأولى اكتفاء بالثانية (٢).

الشاهد السابع والسبعون بعد الثمانمائة (٣)، (٤)

سَقَتْهُ الرَّوَاعِدُ مِن صَيِّفٍ … وَإِنْ مِنْ خَرِيفٍ فَلَنْ يُعْدَمَا

أقول: قائله هو النمر بن تولب العكلي (٥)، وهو من قصيدة ميمية طويلة من المتقارب (٦)،


(١) ليس بصحيح، وإنما الباء في بأموات، والمعنى: تجرح هذه النفس بسبب الدار وبالأموات.
(٢) كما يستغنى عن: "إما" الثانية بذكر ما يغني عنها نحو: إما أن تتكلم بخير وإلا فاسكت، يستغني عن ما الأولى لفظًا؛ كما في بيت الشاهد هاهنا، وهو قياس عند الفراء فيجيز: زيد يقوم وإما يقعد، والتقدير: زيد إما يقوم وإما يقعد. ينظر المغني (٦١).
(٣) ابن الناظم (٢٠٩)، وتوضيح المقاصد (٣/ ٢٢٠).
(٤) البيت من بحر المتقارب، من قصيدة للنمر بن تولب العكلي، فيها أبيات من الحكم منها:
فإن المنية من يخشها … فسوف تصادق أينما
وفي آخرها يحكي قصة لقمان الذي أنجبت منه أخته ولدًا .. فكان ابن أخت وابنما، وانظر بيت الشاهد في الكتاب لسيبويه (١/ ٢٦٧)، (٣/ ١٤١)، والخزانة (١/ ٩٣١، ٩٥، ١٠١، ١١٠، ١١٢)، والجنى الداني (٢١٢، ٥٣٤)، وابن يعيش (٨/ ١٠٢)، والمغني (٥٩)، والمنصف (٣/ ١١٥)، وشرح شواهد المغني (١٨٠).
(٥) شاعر جاهلي أدرك الإسلام، ووفد على النبي وقال له:
إنا أتيناك وقد طال السفر … ....................................
من أجواد العرب ومن المعمرين، انظر الخزانة، شاهد (٦٤).
(٦) في (ب): من الوافر، والصحيح أنه من المتقارب.

<<  <  ج: ص:  >  >>