للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "قد أقلعا" أي قد كفا عنه، يقال: أقلع عن كذا إذا كف عنه وامتنع، قوله: "رابي" اسم فاعل من ربا يربو ربوًا وهو النَّفَسُ العالي، يقال: ربا إذا أخذه الربو، وَرَبا الْفَرَسُ إذا انتفخ من عدو أو فزع، قال بشر بن أبي حازم (١):

كَأَنَّ حَفِيفَ منْخَرِه إِذَا مَا … كَتَمنَ الرَّبْوَ كِيرٌ مُستَعار (٢)

وهو من الوافر، والربو في الأصل الزيادة، ومنه: الربا لأن فيه فضلًا، وقال الفراء في قوله تعالى: ﴿فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً﴾ [الحاقة: ١٠] أي: زائدة (٣).

قوله: "تعتلها" من عَتَلَهُ إذا حمله حملًا عَنِيفًا، وقال ابن دريد: إذا جَذَبَهُ جَذْبًا عَنِيفًا (٤)، وقال صاحب العين: إذا أخذ بتلبيبه فجرَّ وذهب به (٥)، ومنه قوله تعالى: ﴿خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ﴾ [الدخان: ٤٧].

قوله: "اقْتَحَمتَ بِهَا" من اقْتَحَمَ المنْزِلَ إِذَا هَجَمَهُ، و "أُسكفَّة" بضم الهمزة وتشديد الفاء؛ العتبة السفلى.

الإعراب:

قوله: "كلاهما" مبتدأ، وخبره قوله: "قد أقلعا" وهو العامل في قوله: حين جد الجري، و "الجري" بمعنى الجريان يجوز أن يكون مرفوعًا بقوله: "جد" الذي هو فعل ماض من جد يَجُد من باب نصر ينصر، ويجوز أن يكون مجرورًا بالإضافة على أن يكون الجد مصدرًا، والعامل [في] (٦) بينهما هو قوله: "جَدَّ" في الحالتين.

قوله: "وكلا أنفيهما" كلام إضافي مبتدأ، وقوله: "رابي" خبره، والجملة حالية.


= أو المبني للمفعول إلى الفاعل. ينظر علم البيان د / عبد العزيز عتيق (١٤٧) ط. دار النهضة العربية.
(١) هو بشر بن أبي حازم بن عمرو بن عوف شاعر جاهلي فحل، توفي قتيلًا نحو (٢٢ ق. هـ). الأعلام (٢/ ٥٤).
(٢) البيت المذكور من بحر الوافر، وهو في اللسان مادة: (ربا).
اللغة: الحفيف: سماع الصوت، الكبير: جهاز من جلد أو نحوه يستخدمه الحداد وغيره للنفخ في النَّار لإشعالها، والبيت لم يجئ لشاهد نحوي إنَّما جاء لبيان معنى قوله: (رابي) وهو بمعنى النَّفس العالي.
(٣) معاني القرآن للفراء (٣/ ١٨١).
(٤) جمهرة اللغة لابن دريد، مادة: (ت ع م)، ونصه: "وعَتَلت الرجل أعتِله وأعتُله عتلًا، إذا جذبته جذبًا عنيفًا".
(٥) العين، مادة: "عتل".
(٦) ما بين المعقوفين سقط في (ب): وزدته للإيضاح.

<<  <  ج: ص:  >  >>