للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "لم يثأر": من ثأر مهموز العين يثأر ثأرًا، وأراد به هنا: فمن لم ينتصر لأعراض قومه بالهجو والذب عنهم فإني قد هجوت من هجاهم وانتصرت لهم حفظًا لأعراضهم، و"الأعراض": جمع عِرض الشخص بكسر العين، وهو ما يحميه من أن يثلب فيه، وأراد "بالراقصات": إبل الحجيج التي تهز أطرافها في مشيها كأنها ترقص.

الإعراب:

قوله: "فمن يك" الفاء للعطف، ومن شرطية، و"يك": جملة من الفعل والفاعل وهو الضمير المستتر فيه الراجع إلى من وهو اسم يكن، وخبره هو قوله: "لم يثأر" والباء في بأعراض يتعلق بلم يثأر، قوله: "فإني" الفاء واقعة في جواب الشرط، وياء المتكلم اسم إن، وخبرها هو قوله: "لأثأرا"، واللام للتأكيد، قوله: "ورب الراقصات": جملة قسمية معترضة بين اسم إن وخبرها.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "لأثأرا" أصله: لأثأرن، فلما وقف عليها أبدلها ألفًا كما يقال: لنسفعًا في قوله تعالى: ﴿لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ﴾ [العلق: ١٥] (١).


= (٢/ ٢٥٠)، وابن يعيش (٩/ ٣٩)، والأشموني (٣/ ٢١٥)، والمعجم المفصل في شواهد النحو الشعرية (٣٠١).
(١) قال ابن مالك: وأبدلنها بعد فتح ألفا .. وقفًا ...... شرح الأشموني بحاشية الصبان (٣/ ٢٢٦) وأستطيع أن أقول لك: "إن النون الخفيفة في الفعل بمنزلة التنوين في الاسم فإذا كان ما قبلها مفتوحًا أبدلت منها الألف، وذلك نحو: والله لتضربن زيدًا، فإن وقفت عليها قلت: لتضربا كما قال تعالى: ﴿لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ﴾ ولا تكتب بالألف إلا إن أمن اللبس ففي نحو: اضربن زيدًا لو كتبت بالألف التبس أمر الواحد بأمر الاثنين، وإنما كانت النون الخفيفة بمنزلة التنوين لأنهما من موضع واحد، وهما حرفان زائدان والنون الخفيفة ساكنة؛ كما أن التنوين ساكن وهي علامة توكيد كما أن التنوين علامة المتمكن، فلما كانت كذلك أجرت مجراه في الوقف، فإن كان ما قبل النون المتحركة مضمومًا أو مكسورًا كان الوقف بغير نون ولا يبدل منها؛ لأنك تقول في الأسماء في النصب: رأت زيدًا فتبدل من التنوين ألفًا, وتقول في الرفع: هذا زيد، بالسكون وفي الخفض: مررت بزيد، فلا يكون الوقف كالوصل، قال سيبويه: "وإذا وقفت عند النون الخفيفة في فعل مرتفع لجميع رددت النون التي تثبت في الرفع، وذلك قولك: وأنت تريد الخفيفة: هل تضربين؟ وهل تضربون؟، وهل تضربان؟ ". الكتاب (٣/ ٥٢٢)، وينظر المقتضب (٣/ ١٧)، والوقف بين النحويين والقراء د. عبد المعطي سالم (١١٣، ١١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>