للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب:

قوله: "فآليت" الفاء للعطف، وآليت: جملة من الفعل والفاعل، قوله: "لا أنفك" من الأفعال الناقصة، فالضمير فيها اسمها، وخبرها قوله: "أحدو"، قوله: "قصيدة" [مفعول أحدو، وقال أبو سعيد السكري (١): أحدو معناه: أغني فعلى هذا ينبغي أن يكون قوله: "قصيدة"] (٢) مفعولًا بإسقاط حرف الجر أغني بقصيدة (٣).

قوله: "تكون" في موضع الصفة لقصيدة وهي صفة جرت على غير من هي له ولو جعلتها صفة محضة لبرز ضمير الفاعل المستتر فيها فيقول: تكون أنت وإياها والضمير في قوله: "بها" يعود على القصيدة، و "إياها" يعود على المرأة كأنه قال: حلفت لا أزال أصنع قصيدة تكون في هذه المرأة بها مثلًا بعدي، والضمير في: "تكون" اسمه، وخبره قوله: "مثلًا" والواو في: "وإياها" للمصاحبة والباء تتعلق بتكون، و "بعدي" كلام إضافي في محل النصب على الظرف.

فإن قلت: كيف يكون مثلًا خبرًا والتطابق شرط؟

قلت: هو مفرد، وقع موقع التثنية، وكذلك قد يقع موقع الجمع، لما فيه من العموم المقتضي للكثرة (٤).

الاستشهاد فيه:

في قوله: "تكون وإياها" حيث جاء الضمير منفصلًا لكونه ولي واو المصاحبة، وقال أبو علي مستشهدًا: إنه نصب قوله: "وإياها" على المفعول معه، بتوسط الحرف الذي هو واو العطف لما لم يمكنه العطف فيقول تكون، وهي لأمرين:

أحدهما: كسر البيت لو فعل ذلك.

والثاني: قبح العطف على الضمير المرفوع وهو غير مؤكد (٥)، قال أبو الفتح: وذهب أبو الحسن إلى انتصاب المفعول معه انتصاب الظرف (٦).


(١) هو الحسن بن الحسين بن عبيد الله بن عبد الرحمن العتكي، المعروف بالسكري، أبو سعيد (ت ٢٧٥ هـ)، ينظر بغية الوعاة (٢/ ٥٠٢).
(٢) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(٣) انظر ما نقله العيني في شرحه لأشعار الهذليين (١/ ٢١٩).
(٤) ينظر فرائد القلائد للعيني (٣٢).
(٥) ينظر الإيضاح العضدي لأبي علي الفارسي (٢١٦) تحقيق د. حسن شاذلي فرهود، والمقتصد (٦٥٩).
(٦) كتاب اللمع في العربية (١٤٤) (الحاشية).

<<  <  ج: ص:  >  >>