للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥ - تَتْبَعُهُ النَّاسُ ولَا يُسْتتْبَعُ … هَلْ هُوَ إِلَّ ذَنْبٌ وَأَكرَعُ

٦ - وزمع مؤتشب مُجَمَّعُ

وقال ابن الأعرابي: كان جرير بن عبد الله البَجَليّ ينافر هو وخالد بن أرطأة الكلبي إلى الأقرع بن حابس، وكان عالم العرب في زمانه، والمنافرة: المحاكمة؛ مأخوذة من النفر؛ لأن العرب كانوا إذا تنازع الرجلان منهم وادعى كل واحد منهم أنَّه أعز من صاحبه تحاكما إلى العلامة، فمن فضل منهما قدم نفره عليه، أي فضل نفره على نفره، فقال الأقرع: ما عندك يَا خالد؟ فقال: ننزل البراح ونطعن بالرماح ونحن فتيان الصباح، فقال: ما عندك يَا جرير؟ فقال: نحن أهل الدهن الذهب الأصفر والأحمر المعصفر نخيف ولا نخاف، ونطعم ولا نستطعم، ونحن حي الفلاح، نطعم ما هبت الرياح، نطعم الشهر ونصوم الدهر، ونحن ملوك القيصر، فقال الأقرع: واللات والعزى لو نافرت قيصر ملك الروم، وكسرى عظيم الفرس، والنعمان ملك العرب لنفرت عليهم، فقال عمرو بن ختام البَجَليّ هذه الأرجوزة في تلك المنافرة، ومن جملة ما وقع من المنافرة على اختلاف الروايات أن بجيلة قالت: (ونحن أخوة نزار).

الإعراب:

قوله: "يَا أقرع" يَا حرف نداء، وأقرع: منادى مبني على الفتح لكونه وصف بالابن، والابن بني معه لوقوعه بين العلمين، قوله: "يَا أقرع": منادى بني على الضم لأنه مفرد معرفة مثل: يَا زيد.

قوله: "إنك" الكاف اسم إن، قوله: "إن يصرع لا إن للشرط، ويصرع مجزوم لأنه فعل الشرط، وقوله: "أخوك": مفعول يصرع ناب عن الفاعل، قوله: "تصرع" بالرفع خبر إن، والتقدير: إنك تصرع إِنْ يصرع أخوك، ووقع الشرط حشوًا بين إن وخبرها.

الاستشهاد فيه:

في [قوله] (١): "تصرع" الثاني؛ حيث رفع وهو ساد مسد جواب الشرط، وذلك أن فعل الشرط والجزاء إذا كانا مضارعين يجوز رفع الجزاء في الضرورة، ولكن المشهور أن يجزما معًا.

ومن قبيل البيت قراءة طلحة بن سليمان (٢): ﴿أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ﴾ [النساء: ٧٨] (٣)


(١) ما بين المعقوفين زيادة.
(٢) هو طلحة بن سليمان مقرئ مصدر، له شواذ تروى، ولم تذكر وفاته، ينظر طبقات القراء (١/ ٣٤١).
(٣) ينظر مختصر في شواذ القرآن لابن خالويه (٣٣) مكتبة المتنبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>