للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو من المتقارب.

قوله: "ألوم" من اللوم، ويروى: فكلهم يعذل؛ من العذل وهو اللوم -أيضًا-.

الإعراب:

قوله: "يلومونني": جملة من الفعل والمفعول، وقوله: "أهلي": كلام إضافي فاعله، وقوله: "في اشتراء النخيل": يتعلق بقوله: "يلومونني"، قوله: "فكلهم": كلام إضافي مبتدأ، وقوله: "ألوم": خبره، وأفرد الفعل في رواية: "فكلهم يعذل" نظرًا إلى لفظه ولأجل الضرورة أيضًا؛ لأنه يجوز أن يقال: كلهم يعذلون.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "يلومونني" حيث جمع الفعل المسند إلى الفاعل الظاهر على لغة من قال: مررت برجل كريمين أباؤه، وأكلوني البراغيث (١)، وقال السهيلي: ألفيت في كتب الحديث المروية الصحاح ما يدل على كرة هذه اللغة وجودتها؛ نحو ما جاء من قول وائل بن حجر (٢) في سجود النبي : "ووقعتا ركبتاه قبل أن تقعا كفاه" (٣)، ونحو قوله: "يخرجن العواتق وذوات الخدور" (٤)، ونحو: "يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار" أخرجه في الموطأ (٥)، والألف والواو والنون حروف؛ لكني قلت: هذه حروف دالة على حال الفاعل الآتي ذكره، وهي لغة بعض العرب فافهم (٦).


= يلومونني في اشتراء النخيـ … ـــــــــل أهلي فكلهم يعذل
(١) ينظر الشاهد السابق (٣٨١).
(٢) هو وائل بن حجر الحضرمي القحطاني (ت ٥٠ هـ)، الأعلام (٨/ ١٠٦).
(٣) انظر النص المذكور للسهيلي في كتاب نتائج الفكر (١٢٧، ١٢٨)، وتوضيح المقاصد (٢/ ٧).
(٤) أخرجه أبو داوود في سننه "عون المعبود" كتاب الصلاة، باب كيف يضع ركبتيه قبل يديه (٣/ ٥٢) من وائل بن حجر بلفظه، وأخرجه البخاري في صحيحه كتاب الحيض، باب شهود الحائض ودعوة السلمين (١/ ٥٥٧) عن أم عطية بلفظ "يخرج العواتق".
(٥) موطأ مالك برقم (٣٧٣) - عَنْ أَبِي هُريرةَ، بلفظ: أَن رَسولَ اللهِ قَال: "يتعَاقَبُونَ فِيكِم مَلَائِكَة بِالليلِ وَمَلائكَة بِالنهارِ وَيَجْتَمِعُونَ فيِ صَلَاةِ الْعَصرِ وَصَلَاةِ الْفجرِ ثمّ يَعرجُ الذينَ بَاتُوا فِيكم فَيَسألهم وَهُوَ أعلَمُ بِهم كَيفَ تَرَكتم عِبَادِي فَيَقُولُونَ تَرَكْنَاهم وَهُم يُصَلونَ وَأتينَاهُم وَهُم يُصَلونَ"، وأخرجه البخاري في صحيحه (فتح الباري) كتاب مواقيت الصلاة، باب صلاة العصر (٢/ ٤٢) عن أبي هريرة أيضًا.
(٦) ينظر نتائج الفكر للسهيلي (١٢٧، ١٢٨)، وتوضيح المقاصد (٢/ ٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>