للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكسر اللام وسكون الياء آخر الحروف وفي آخره قاف؛ وهو اسم موضع على شاطئ نهر يقال له: دجيل (١) من أرض مسكن من بلاد العراق، وكان مصعب بن الزبير - رضي اللَّه تعالى عنهما - قُتل هناك في سنة إحدى وسبعين للهجرة يوم الثلاثاء الثالث عشر من جمادى الآخرة، وكان الذي قتله عسكر عبد الملك بن مروان، وكان عبد الملك قد سار بجنوده من الشام، وسار مصعب بن الزبير بجنوده من الكوفة فالتقيا بدير الجاثليق فكانت الدائرة على مصعب -رضي الله تعالى عنه-.

٤ - قوله: "تولى" أي: مصعب، و "قتال المارقين" أي: الخوارج؛ من مرق السهم من الرمية مرقًا إذا خرج من الجانب الآخر، ومنه سميت الخوارج مارقة لقوله (٢): "يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية"، قوله: "وقد أسلماه" أي: خذلاه، يقال: أسلمت فلانًا إذا لم تعنه ولم تنصره على عدوه، قوله: "مبعد" بضم الميم وسكون الباء الموحدة وفتح العين، وأراد به الرجل الأجنبي، و "الحميم": الصاحب الذي يهتم لصاحبه.

الإعراب:

قوله: "تولى": جملة من الفعل والفاعل وهو الضمير الذي يرجع إلى قوله: "قتيل" في البيت السابق، وهو مصعب بن الزبير - رضي الله تعالى عنهما -، قوله: "قتال المارقين": كلام إضافي مفعول لقوله: "تولى"، قوله: "بنفسه": جميد، والباء زائدة؛ أي: تولى نفسه، قوله: "وقد أسلماه": جملة من الفعل والمفعول وهو الضمير الذي يرجع إلى مصعب، وقوله: "مبعد": فاعله، و "حميم": عطف عليه، والجملة في محل النصب على الحال.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "وقد أسلماه" حيث ثنى الفعل المسند إلى الفاعلين الظاهرين، وكان القياس أن


(١) هو نص دجلة الذي بالعراق.
(٢) الحديث في البخاري برقم (٣٠٩٥) كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم، باب كمل الخوارج والملحدين بعد إقامة الحجة عليهم (١٢/ ٣٥٠)، بلفظه: عَنْ أَبي سَعِيد قَال: بَعَثَ عَلي إِلَى النبِي بِذُهبية فَقَسَمَها بين الْأربَعَةِ: الْأَقْرَعِ بْنِ حَابِس الحنظَلي ثُمَّ المجاشِعي وَعُيَينَةَ بْنِ بدر الْفَزَارِي وَزَيد الطائي ثُمَّ أَحَدِ بَني نبهانَ وَعَلْقَمَةَ بْنِ عُلَاثةَ الْعَامِرِي ثُمَّ أحَدِ بَني كِلَاب فَغَضِبَتْ قُرَيش وَالْأَنْصَارُ قَالُوا: يُعطِي صَنَادِيدَ أَهْلِ نَجْدٍ وَيَدَعُنَا، قَال: إنمَا أتالفُهُم، فَأَقْبَلَ رَجُل غَائِر العينينِ مُشرِف الوجنَتَينِ نَاتئ الجبِينِ كَث اللحيَة مَخلُوق فَقَال: اتقِ الله يَا مُحَمدُ، فَقَال: مَنْ يُطِع الله إِذَا عَصَيتُ أَيَأْمَنُني الله عَلَى أَهْلِ الْأَرضِ فَلَا تَأْمَنُوني، فَسَأَلَهُ رَجُل قَتْلَهُ أحسبُهُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ فَمَنَعَهُ، فَلَمَّا ولَّى قَال: إِن مِنْ ضِئْضِئ هذَا أَوْ فيِ عَقِبِ هذَا قَومًا يَقْرَءُونَ الْقرآنَ لَا يُجَاوزُ حَنَاجِرَهُم يَمرقُونَ مِن الدينِ مُروقَ السهْمِ مِنْ الرمِيةِ يَقْتُلُونَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ وَيَدَعُونَ أَهْلَ الْأَوْثَانِ لَئِنْ أَنَا أَدرَكتهم لَأَقتلَنهُم قَتْلَ عَادٍ".

<<  <  ج: ص:  >  >>