للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن مالك بن عامر بن نمير الشَّاعر المشهور. وأبو حية بالياء آخر الحروف المشددة، وهو شاعر مجيد من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية، وكان فصيحًا مقصدًا راجزًا، من ساكني البصرة، وكان أهوجًا جبانًا بخيلًا كذابًا معروفًا بذلك أجمع، وكان أبو عمرو بن العلاء يقدمه، وقيل: إنه كان يصرع، وتمام البيت:

....................... … أَتَاهُ بِرَيَّاهَا خَلِيلٌ يُوَاصِلُهْ

وهو من الطَّويل.

قوله: "ريدة" بفتح الراء وسكون الياء آخر الحروف وفتح الدال المهملة، يقال: ريح ريدة ورأدة وريدانة، أي: لينة الهبوب، قال هميان (١) بن قُحافة (٢):

جَرَتْ عَلَيهَا كُلُّ رِيحٍ رَيْدَةٍ … هَوْجَاءَ شَغْوَاءَ نَؤوجُ الغُدْوَةِ

قوله: "نفحت": من نفح الطِّيب ينفح إذا فاح وله نفحة طيبة، قوله: "برياها" بفتح الراء وتشديد الياء آخر الحروف، وهي الرائحة.

الإعراب:

قوله: "إذا": ظرف فيه معنى الشرط، و"ريدة": مرفوع بفعل محذوف يفسره الظاهر؛ أي إذا نفحت ريدة، قوله: "من حيث" حيث ها هنا منقطع عن الإضافة تقديره: إذا ريدة نفحت له من حيث هبت؛ وذلك لأن ريدة فاعل بفعل محذوف يفسره نفحت؛ كما ذكرنا، فلو كان نفحت مضافًا إليه، حيث لزم بطلان التفسير؛ إذ المضاف إليه لا يعمل فيما قبل المضاف، فلا يفسر عاملًا فيه.

قوله: "أتاه": جواب إذا، وهي جملة من الفعل والفاعل والمفعول، وهو قوله: "خليل"، قوله: "يواصله": جملة وقعت صفة لخليل.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "من حيث" حيث قطعت عن الإضافة كما ذكرنا، وأصله من حيث هبت (٣).


(١) في (أ): حميان، وهو هميان بن قُحافة السعدي، من بني تميم، شاعر راجز عاش في العصر الأُموي، له رجز في وصف الإبل، في المؤتلف والمختلف، الأعلام (٨/ ٩٥).
(٢) البيت من بحر الرجز لهميان بن قُحافة، وهو في الخصص لابن سيده (٩/ ٨٦)، (١٥/ ٨١).
(٣) قال ابن مالك: "وأندر من إضافته إلى مفرد إضافته إلى جملة مقدرة كقول الشَّاعر (البيت) أراد إذا ريدة نفحت من حيث ما هبت لأنه أتاه برياها خليل، فحذف هبت للعلم به وجعل ما عوضًا كما جعل التنوين في حينئذ عوضًا".
شرح التسهيل لابن مالك (٢/ ٢٣٢، ٢٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>