للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

به؛ أي: ما انتفعت به، وقال ابن مالك (١): يعيج من الكلم التي لا تستعمل إلَّا في النفي.

وهذا البيت يرد عليه، قوله: "ولا مقسئنة": من اقسأن العود إذا صلب، ومادتها: القاف والسين المهملة والهمزة والنون والمقسئنة: الكبيرة العاسية، والعاسية بالعين والسين المهلتين من عسا الشيخ يعسو الشيخ يعسو عسيًا إذا كبر وولى، قوله: "ولا وثبى": من وثب وثبة، وكنى بها عن عدم الصغر؛ يعني لا كبيرة ولا صغيرة بل هي وسط.

الإعراب:

[قوله: "] (٢) ولم أر": جملة من الفعل والفاعل المنفي، وقوله: "شيئًا": مفعوله، و "بعد ليلى": كلام إضافي نصب على الظرف، قوله: "ألذه": من لذذت الشيء ألذه لذًّا ولذاذة، وهي جملة من الفعل والفاعل والمفعول في محل النصب على أنها صفة لقوله: "شيئًا".

قوله: "ولا منظرًا": عطف على قوله: "شيئًا" أي: ولم أر منظرًا، قوله: "أروى به": جملة من الفعل والفاعل والمفعول في محل النصب على أنها صفة لمنظرًا، قوله: "فأعيج": عطف على أروى.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "فأعيج" وذلك أنَّه قد علم أن شروط ما يصاغ منه فعلًا التعجب ثمانية منها: أن يكون مثبتًا؛ فلا يصاغان من فعل مقصود نفيه لزومًا كم يعِج، أو جوازًا كم يعج، معناه: أن عاج يعيج بمعنى: انتفع لم يستعمل إلَّا منفيًّا، وعاج يعوج بمعنى: مال استعمل مثبتًا ومنفيًّا؛ كذا قال في شرح التسهيل (٣)، ولكن نُوزع في اختصاص المعنى بالنفي بوروده مثبتًا في البيت المذكور؛ حيث قال: فأعيج. فافهم (٤).

* * *

إلى هنا انتهى المجلد الثالث ويليه المجلد الرابع مبتدءًا بـ: شواهد "نعم وبئس" وما جرى مجراها


(١) شرح التسهيل لابن مالك (٣/ ٤٤)، وانظر حاشية الصبان (٣/ ٢٢).
(٢) ما بين المعقوفين سقط في: (أ).
(٣) ينظر شرح التسهيل لابن مالك (٣/ ٤٤).
(٤) ينظر شرح التصريح (٢/ ٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>