للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألَا بَلِّغْ مُعَاتبَتي وَقُولي … .......................

إلى آخر القصيدة.

قلت: يمكن أن يكون المراد من قوله: "الأعرابي" هو جريرًا، أو يكون الأعرابي قد كتب هذه الأبيات التي هي لجرير، ولم يكن هو الذي قالها، وذكر في الحماسة البصرية (١) أن قائل هذه القصيدة هو الحارث بن كلدة الثقفي، ويروى: لغيلان بن مسلمة الثقفي.

٦ - قوله: "تناء" أي: تباعد؛ من تنائى يتنائى تنائيًا، وأراد بالعهد الزمان.

الإعراب:

قوله: "فما أدري" الفاء للعطف، و "ما أدري": جملة من الفعل والفاعل دخل عليها حرف النفي، قوله: "أغيرهم" الهمزة للاستفهام، وغيرهم: فعل ومفعول، وقوله: "تناء": فاعله.

قوله: "وطول عهد": كلام إضافي عطف على تناء، قوله: "أم" متصلة، و "مال" بالرفع عطف على طول العهد، و "أصابوا": فعل وفاعل، والمفعول محذوف، والتقدير: أم مال أصابوه.

الاستشهاد فيه:

فإنه حذف الضمير الذي يربط الصفة بالموصوف وذلك؛ لأن أصابوا جملة وقعت صفة للمال، ولا بد في الجملة المنعوت بها من ضمير يربطها بالمنعوت؛ ليحصل بها تخصيصه كقولك: مررت برجل أبوه كريم، وقد يحذف للعلم به كما في هذا البيت (٢).


(١) الحماسة البصرية (٢/ ٦٦) تحقيق: مختار الدين أحمد، ط. عالم الكتب.
(٢) يقع النعت جملة، وإذا كان كذلك فلها ثلاثة شروط: الأول في المنعوت وهو أن يكون نكرة، وآخران في الجملة، وهما أن تكون الجملة خبرية، وأن تكون مشتملة على ضمير يربطها بالمنعوت، وهذا الضمير إما ملفوظ به أو مقدر كما في البيت، وجاز حذف الضمير العائد هنا لأن النعت مع المنعوت كالصلة مع الموصول، والحذف في الصلة حسن فضارعها النعت فحسن الحذف فيه، والتقدير في البيت: أم مال أصابوه فحذف الهاء وهو يريدها. ينظر ابن يعيش (٦/ ٨٩)، وتوضيح المقاصد (٣/ ١٤٠)، وشرح الأشموني (٣/ ٦٣)، والمغني: (٥٠٣، ٦٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>