للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ادخاره, قوله: "وأعرض": عطف على قوله: "وأغفر"، وقوله: "عن شتم اللئيم": يتعلق به، قوله: "تكرما": نصب على التعليل -أيضًا- أي: لأجل التكرم.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "ادخاره" فإنه مفعول له، وقد جاء بالإضافة، فالنصب فيه والجر باللام متساويان، وذلك لأن المفعول له إذا وجدت الشروط [فيه] (١) على ثلاثة أضرب: راجح ومرجوح ومساوٍ.

فالراجح: أن يكون المفعول له معرفًا باللام، والأكثر فيه أن يكون مجرورًا باللام كقولك: جئتك للطمع في بِرِّك، والنصب جائز على قلة؛ كما في قول الراجز (٢):

لا أقْعُدُ الجُبْنَ عن الهَيجَاءِ … ...................................

وقد مر (٣).

والمرجوح: جره: أن يكون المفعول له مجردًا من الألف واللام والإضافة؛ كقولك: جئتك تبركًا بك، فهذا أجود من قولك: جئتك للتبرك بك، ومنهم من لا يجيزه (٤)، والصحيح جوازه مع رجحان نصبه؛ كما في قول الراجز:

مَنْ أَمَّكُمْ لِرَغْبَةٍ فيكُمْ ظَفِرْ … ..............................

وقد مَرَّ بيانه (٥).

والمساوي بين الجر والنصب: أن يكون المفعول مضافًا؛ نحو: جئتك رجاءك، وجئتك لرجائك، ومن النصب قول حاتم:

وَأُغْفِرُ عوراء الكريمِ ادخارَهُ … ..................... إلخ (٦)


(١) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(٢) ينظر الشاهد (٤٥٠).
(٣) ينظر الشاهد رقم (٤٥٠) من هذا البحث.
(٤) ينظر شرح عمدة الحافظ (٣٩٧) وما بعدها.
(٥) ينظر الشاهد رقم (٤٥١) من هذا البحث.
(٦) ينظر الشواهد الأربعة السابقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>