للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب:

قوله: "قول": فعل مضارع، و "ابنتي": كلام إضافي فاعله، والجملة التي بعده مقول القول، قوله: "إن انطلاقك" الانطلاق: مصدر مضاف إلى فاعله وقع اسمًا لإن، وخبره قوله: "تاركي".

قوله: "واحدًا" حال من الكاف التي أضيف إليها الانطلاق، قوله: "إلى الروع": يتعلق بالانطلاق، قوله: "يومًا": نصب على الظرف، قوله: "لا أبا ليا" في محل النصب على المفعولية وأصله: لا أب لي، وأب: اسم لا، وخبره محذوف، أي: لا أب لي موجود حينئذ، وإنما زِيدَتْ الألف فيه كما يقال في: يا غلامي: يا غلامًا، قال أبو النجم (١) , (٢):

يا ابنة عما لا تلومي واهجعي … ...........................

وقال أبو علي: تقول العرب: قم لا أب لك، ولا أبا لك على توهم الإضافة؛ كما قال الشاعر (٣):

............................ … يا بؤس للجهل ضرارًا لأقوام

يريد: يا بؤس الجهل، قال: ويروى: لا أبًا ليا بالتنوين، ولا أبا ليا بغير تنوين (٤).

الاستشهاد فيه:

في قوله: "واحدًا" فإنه وقع حالًا عن المضاف إليه وهو الكاف في: "انطلاقك"، وإنما جاز ذلك؛ لأنها فاعل بالمصدر، والتحقيق هاهنا أن صاحب الحال لا يجوز أن يكون مجرورًا


(١) الفضل بن قدامة من الرجاز، واسمه الفضل بن قدامة عاصر العجاج وابنه رؤبة؛ كما أنشد الخليفة هشام بن عبد الملك، مات (١٢٠ هـ).
(٢) بيت من شطور الرجز لأبي النجم العجلي، من قصيدة خاطب بها زوجته أم الخيار، يقول فيها وهو أولها:
قد أصبحت أم الخيار تدعي … علي ذنبًا كله لم أصنع
وبعد بيت الشاهد قوله:
لا تسمعيني منك لومًا واسمعي … ....................................
ديوان أبي النجم (١٣٤)، شرح علاء الدين أغا، الرياض (١٩٨١ م).
(٣) عجز بيت من بحر البسيط، للنابغة، وصدر البيت الذكور هو قوله:
قالت بنو عامر خالوا بني أسد … ........................
وهو في ديوانه (١٠٥) ط. دار صادر، و (٨٢) ط. دار المعارف، يصف ما بين قومه وآخرين، وينظر الشاهد في المسائل البصريات (٥٥٩)، واللسان: "بأس"، "خلا"، وشرح المفصل (٣/ ٦٨)، والمرزوقي (١٤٨٣).
(٤) ينظر المسائل البصريات (٥٥٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>