للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ساكنًا، وذكرتك بعض ما قد نسيت، وحملتك على الجهل والصبي، قوله: "وكيف تصابي المرء": كلام إضافي، أي: كيف ميل المرء إلى الجهل والمروءة؟ (١) وأصله من صبا يصبو صبوة وصبوًا.

٢ - قوله: "بربع الدار" الربع: المنزل، قال الجوهري: الربع: الدار بعينها حيث كانت، وجمعها: رباع وربوع [وأرباع] (٢)، وأربُع (٣)، قوله: "البلى" بكسر الباء الموحدة؛ من بلى الثوب يبلى بِلًى بكسر الباء، فإن فتحتها مدت، قوله: "معارفها" ويروى: معالمها، قوله: "والساريات": جمع سارية، وهي السحابة التي تأتي ليلًا، و"الهواطل": جمع هاطلة؛ من الهطل، وهو تتابع المطر وسيلانه.

٣ - قوله: "عرصات الدار": جمع عرصة، وهي كل فجوة ليس فيها بناء، وقوله: "سبع كوامل" أي: سبع سنين [كوامل] (٤) لم ينقص منها شيء.

٤ - قوله: "فسليت ما عندي" يعني: سلوت ما عندي من البكاء على الديار ومساءلتها عن أهلها بروحة ناقة عرمس، وهي الشديدة، وأصل العرمس: الصحرة؛ فشبهت الناقة بها لصلابتها، قوله: "تخبّ": من الخبب وهو ضرب من السير سريع، و: "تناقل" من المناقلة، وهي أن تناقل يديها رجليها، وهو أن تضع رجليها في مواضع يديها لسعة باعها وقوة سيرها.

الإعراب:

قوله: "وقفت": جملة من الفعل والفاعل، قوله: "بربع الدار": مفعوله، قوله: "قد غير البلى": جملة وقعت حالًا، و"معارفها": مفعول عُمر، قوله: "والساريات" بالرفع عطف على البلى، و"الهواطل": صفته.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "غيَّر البلى" حيث وقع حالًا، وهو ماض مقرون بكلمة قد دون الواو، وهو قليل بالنسبة إلى التي تجيء بقد والواو، وأقل منه ما إذا جاء مجردًا عنهما؛ كما في قوله تعالى: ﴿أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ﴾ [النساء: ٩٠] (٥).


(١) في (أ): والفتوة.
(٢) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(٣) الصحاح مادة: "ربع".
(٤) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(٥) ينظر شرح التسهيل لابن مالك (٢/ ٣٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>