للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هو قوله (١):

١ - أَقُولُ لِنَفْسِي فيِ الخلاءِ أَلُومُهَا … لكِ الوَيلُ ما هذا التَّجَلُّدُ والصبر

٢ - ألم تَعْلَمِي أنْ لَستُ مَا عِشْتُ قِيًا … أخِي إذْ أتَى مِنْ دُونِ أوْصَالِهِ القَبرُ

٣ - وَهَوَّنَ وَجْدِي أَنني سَوفَ أَغْتَدِي … علَى إِثْرِهِ يَوْمًا وإنْ نَفَسَ العُمْرُ

٤ - وكنت ................... … .......................... إلخ

٥ - فَتًى كَانَ يُعطِي السيفَ فيِ الرَّوْعِ حَقَّهُ … إذَا ثَوَّبَ الداعِي وَتَشْقَى بِهِ الجُزْرُ

٦ - فَتًى كَانَ يُدْنِيهِ الْغِنَى مِنْ صَدِيقهِ … إذَا مَا هُوَ اسْتغنَى ويبعِدُهُ الفَقْرُ

المعنى ظاهر.

الإعراب:

قوله: "وكنت" التاء اسم كان، وخبره قوله: "أرى كالموت" وأرى: على صيغة المجهول بمعنى أظن، وقوله: "من بين ساعة" مفعول لأرى؛ لأن: "من" زائدة، والمعنى: كنت أرى بين ساعة كالموت، يعني: افتراق ساعة من المحبوب كالموت.

قوله: "فكيف" للاستفهام، وقوله: "ببين": خبر لمبتدأ محذوف تقديره: كيف حالي ببين؟ قوله: "كان موعده الحشر": جملة وقعت صفة لبين، وقوله: "الحشر": اسم كان، و "موعده": مقدمًا خبره، وكان هنا بمعنى يكون للمستقبل من الزمان، وذلك كما في قول الطرماح (٢):

وَإنِّي لآتيكُم تَشَكُّرَ مَا مَضَى … منَ الأمْرِ واستنجازَ ما كان في غدِ (٣)

الاستشهاد فيه:

في قوله: "من بين ساعة" فإن الأخفش احتج به على جواز زيادة من في الإيجاب، وأجيب


(١) انظر المقطوعة كلها في حماسة البحتري (٢٧٤)، تحقيق: الأب لويس سنحودن، وقد ذكر المقطوعة كلها الشارح إلا بيتين هما:
فتى لا بعد المال زياد لا ترعى … له جفوة إن نالا مالًا ولا كبر
ومأوى اليتامى الممحلين إذا انتهوا .... إلى بابه شعثًا وقد قمط القطر
(٢) اسمه الحكم بن حكيم، من طيئ، ولقبه: أبو نفر، وكنيته الطرماح، وهو الطويل المرتفع، شاعر من شعراء العصر الأموي، كان يهجو الفرزدق، وعاش في الكوفة ومات بها.
(٣) البيت من بحر الطويل، وهو للطرماح في ديوانه (٥٧٢)، تحقيق د. عزة حسن، دمشق، وقبل بيت الشاهد جاء قوله:
فمن يك لا يأتيك إلا لحاجة … يروح لها حتى تقضى ويغتدي
وبيت الشاهد في الخصائص (٣/ ٣٣١)، وشرح التسهيل لابن مالك (١/ ٣٢) اللسان مادة: "كون"، وروايته في شرح التسهيل:
وَإنِّي لآتيكُم تذكر مَا مَضى … مِن الأمْرِ واستيجابَ ما كان في غدِ

<<  <  ج: ص:  >  >>