للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفتح الراءين المهملتين بينهما واو ساكنة، وهو اسم موضع، ويقال: اسم جبل، قوله: "المعيل" أي: المهمل المتروك.

قوله: "غدت" بالغين [المعجمة] (١) والدال؛ من غدا يغدو غدوًا، وهو نقيض الرواح، أراد أنها أقامت مع فرخها حتى احتاجت إلى ورود الماء وعطشت، فطارت تطلب الماء عندما تم ظمؤها (٢)؛ لأنها كانت تشرب في كل ثلاثة أيام أو أربعة مرة، فلما جاءها ذلك الوقت طارت، قال أبو حاتم: قلت للأصمعي: كيف قال غدت من عليه، والقطاة إنما تذهب إلى الماء ليلًا لا غدوة؟ فقال: لم يرد الغدو، وإنما هذا مثل للتعجيل.

قوله: "ظمؤها" بكسر الظاء المعجمة وسكون الميم بعدها همزة، والظمؤ: مدة صبرها عن الماء، وهو ما بين الشرب إلى الشرب، ويروى: "بعد ما تم خمسها" بكسر الخاء، وهو ورود الماء في كل خمسة أيام، ولم يرد أنها تصبر عن الماء خمسة أيام؛ إنما هذا للإبل لا للطير، ولكنه ضربه مثلًا، هذا قول أبي حاتم، ولأجل هذا كانت رواية من روى: "بعد ما تم ظمؤها" أحسن وأصح.

قوله: "تصل" بالصاد المهملة المكسورة، أي: تصوت أحشاؤها من العطش، يقال: جاءت الإبل تصل عطشًا، قاله أبو حاتم، وقال غيره: تقبل (٣) في طيرانها.

وقوله: "عن قيض" بفتح القاف وسكون الياء آخر الحروف وفي آخره ضاد معجمة، وهو قشر البيض الأعلى، ويقال: وعن قيض يعني: عن فراخ، والقيض في الأصل: اسم لما يقشر من البيض عن الفراخ، وإنما يريد أن يذكر ساعة طيرانها من أجل ذلك.

قوله: "ببيداء" بفتح الباء الموحدة وسكون الياء آخر الحروف ممدودة، وهي الفلاة التي تبيد من سكنها، أي: تهلك، وهوى: "بزيزاء مجهل" الزيزاء بكسر الزاي المعجمة الأولى: الغليظ من الأرض، قاله الثعلبي وغيره.

قلت: الزيزاء: منهل من مناهل الحجيج من أرض الشام ينزل منها إلى أرض معان من بلاد الشوبك.

ويروى بفتح همزتها وكسرها، ففتحها، على أنه ممنوع من الصرف، فعند البصريين منع للعلمية والتأنيث لأنه بقعة، وعند الكوفيين لأن ألفه للتأنيث، فعلى هذا يكون قوله: "مجهل"


(١) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(٢) في (أ): ظمؤها.
(٣) في (أ): تصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>