للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منها إلى نهاية شقه الأعلى أربعة أشبار] (١) بشبره، ومنها إلى نهاية شقه الأسفل أربعة أشبار، ومنها إلى أطراف أصابعه من يديه جميعًا أربعة أشبار، حتى إنه لو رقد على صلبه وفتح ذراعيه ووُضع ضابط في سرته وأدير لكان شبه الدائرة.

قالوا: فما زاد على هذا أو نقص فلآفة عرضت له في الرحم، فإنك تجد من نصفه الأعلى أطول من نصفه الأسفل، ومن نصفه الأسفل أطول من نصفه الأعلى، ومن يده الواحدة أقصر من الأخرى، فإذا تجاوز الصبي أربعة أشبار فقد أخذ في الترقي إلى غاية الكمال.

ويقال: عنى بخمسة الأشبار السيف؛ لأنه الأغلب في السيوف الموصوفة بالكمال.

ويقال: هي عبارة عن خلال المجد على أحسن مذاهب أهل الحد، وهي: العقل والعفة والعدل والشجاعة والشعر، وقيل: بل الوفاء مكان الشعر.

وقال غالب شراح كتب النحو: إن معناه لم يزل منذ نشأ مَهِيبًا فائزًا بالمعالي حتى مات فأقبر في لحد هو خمسة أشبار، وهذا كما ترى بعيد لا يساعده التركيب، ولا هو قريب منه على ما لا يخفى.

٣ - قوله: "كتائب": جمع كتيبة وهو الجيش، ويروى: "يدني خوافق": من خوافق وهي جمع خافقة، وهي الراية، قوله: "معترك العجاج": موضع الحرب، والعجاج: الغبار، قوله: "مثار" بضم الميم وبالثاء المثلثة؛ من أثار يثير، يقال: أثار الغبار يثور ثورًا وثورانا إذا سطع وأثاره غيره.

الإعراب:

قوله: "ما زال" من الأفعال الناقصة، واسمه مستتر فيه، وخبره قوله: "يدني" في البيت الثاني، فلذلك ذكر ابن الناظم البيت الثاني مع أنه لا استشهاد فيه لتعلقه بالأول في المعنى (٢).

قوله: "مذ عقدت" مذ ها هنا ظرف مضاف إلى الجملة الفعلية، ودخوله على الجملة الفعلية أكثر من الاسمية، و"يداه": فاعل عقدت، و" إزاره": مفعوله، قوله: "فسمَا": عطف على عقدت.

وقوله: "فأدرك": عطف على فسمَا، وقوله: "خمسة الأشبار" كلام إضافي مفعول أدرك، قوله: "يدني": خبر ما زال، وهو جملة من الفعل والفاعل، وهو الضمير المستتر فيه الراجع إلى الممدوح.

وقوله: "كتائب": مفعوله، وكلمة: "من": تتعلق بيدني، و"تلتقي": جملة من الفعل


(١) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(٢) انظر شرح الألفية لابن الناظم (١٤٥) منشورات ناصر خسرو، إيران.

<<  <  ج: ص:  >  >>