للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه فاستاق ماله وأفْلَتَ بنفسه، فقال: إن نجوت منها فقد ذهبت بمالك، و "البلقع": الأجرد الذي لا شيء فيه.

وقال المفضل: أغار حزيمة بن طارق أخو بني ثعلبة علي بني يربوع بزرود فاستاق إبلهم، فأتى بني يربوع الصريخ فركبوا في إثره فهزموه واستنقذوا ما كان أخذه، وأسروا خزيمة بن طارق، فقال في ذلك هبيرة بن عبد مناف:

فإن تنج منها يا حزيم بن طارق … .................... إلخ (١)

و"حزيم": ترخيم حزيمة، يقول: فإن نجوت يا خزيمة من فرسي، وهي العرادة، فلم تفلت إلا بنفسك، وقد استبيح مالك وما كنت حويته وغنمته، فلم تدع لك هذه الفرس شيئًا.

٣ - قوله: "لكأس" هي ابنته، وقال أحمد بن عبيد: كأس جاريته، و "الكثيب": قطعة من الرمل مستطيلة محدودبة، و "زرود" بفتح الزاي المعجمة وضم الراء وسكون الواو وفي آخره دال مهملة؛ اسم موضع، قوله: "لنفزعا" أي: لنغيث، يقول: ما نزلنا في هذا الموضع إلا لنغيث من استغاث بنا ونجيب الداعي.

٤ - [قوله: "] (٢) بليتيها" الليتان: صفحتا العنق، و "الصريم": قطع من الرمل، الواحدة صريمة، و "الكراث": نبت، وهي ثلاث ورقات تشبه قذذ السهم، وإنما خص الصريم لأن الكراث لا ينبت إلا في الرمل، وإنما قال: "المنزعا" لأن ساق الكراثة تكون غائبة في الرمل، فإذا نزعت أشبهت النبل بكمالها.

٥ - قوله: "إرقال العرادة" الإرقال -بكسر الهمزة: نوع من السير، وقال الجوهري: الإرقال: نوع من الخبب (٣)، و "العَرادة" بفتح العين المهملة والراء المهملتين- أيضًا: اسم لفرس كانت لهبيرة كما ذكرنا، قوله: "ظلعها" بالظاء المعجمة؛ من ظلع البعير يظلع ظلعًا؛ أي: غمز في مشيه.

قوله: "من حزيمة" بفتح الحاء المهملة وكسر الزاي المعجمة، وهو حزيمة بن طارق (٤) كما ذكرنا، ولقد غلط جماعة من شرح المفصل (٥) في تفسيرهم حزيمة بالقبيلة (٦)، وكان كلحبة على فرسه عرادة، وكانت مجروحة، فقصرت لما قربت من حزيمة ففاته، فقال:


(١) شرح اختيارات المفضل (١٤٦).
(٢) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(٣) الصحاح مادة: "رقل".
(٤) في (ب): خزيمة وليس حزيمة.
(٥) في (أ): غلط جماعة من شراح المفصل، ويقصد به ابن يعيش في شرح المفصل (٣/ ٣١).
(٦) انظر نصه في شرح المفصل لابن يعيش (٣/ ٣١)، يقول: "وحزيمة هذه بالزاي المعجمة: بطن من باهلة بن عمرو بن ثعلبة"، ولم أعثر على ذلك في معجم قبائل العرب.

<<  <  ج: ص:  >  >>