وقال أبو علي: الليان: الَّذي يلوي بالحق، يريد أنَّه من صفة الفاعل، وأنه أحق من المصدر؛ وكذا قال في الشنآن أنَّه صفة الفاعل، ويقال: الليان: المطل بالدين، قوله:"والقيانا" بالقاف؛ جمع قينة، وهي الأَمَةُ المغنية.
الإعراب:
قوله:"قد" للتحقيق، والتاء في "كنت" اسم كان، وخبره الجملة -أعني:"داينت بها"، قوله:"حسانًا" مفعول داينت، و"مخافة الإفلاس": كلام إضافي نصب على التعليل، قوله:"والليانا" بالنصب؛ عطف على موضع الإفلاس؛ لأن موضعه نصب لكونه مفعولًا في المعنى للمخافة الَّذي هو مصدر.
وفيه الاستشهاد:
ويجوز -أيضًا- النصب في "الليانا" من وجهين آخرين:
أحدهما: أنَّه يريد: ومخافة الليان؛ فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه في الإعراب.
والآخر: أن ينتصب على المفعول معه أي مخافة الإفلاس مع الليان، قوله:"يحسن": من الإحسان، و "بيع الأصل": مفعوله، و"القيانا": عطف على موضع الأصل كما في الليانا (١).
(١) قال سيبويه: "وتقول: عجبت من ضرب زيد وعمرو إذا شئت أشركت بينهما كما فعلت ذلك في الفاعل، ومن قال: هذا ضارب زيد وعمرًا، قال: عجبت له من ضرب زيد وعمرًا؛ كأنه أضمر ويضرب عمرًا أو ضرب عمرًا، قال رؤبة: (البيت) ". الكتاب (١/ ١٩١)، وقال ابن يعيش: "إذا عطفت على ما خفض بالمصدر جاز لك في المعطوف وجهان: أحدهما: أن تحمله على اللفظ فتخفضه وهو الوجه، والآخر: أن تحمله على المعنى، فإن كان المخفوض مفعولًا في المعنى نصبت المعطوف، وإن كان فاعلًا رفعته فتقول: عجبت من ضرب زيد وعمرو، وإن شئت: وعمرًا؛ فهو بمنزلة قوله: هذا ضارب زيد وعمرو وعمرًا، وإنما كان الوجه الجر لتشاكل اللفظين واتفاق المعنيين، وإذا حملته على المعنى كان مردودًا على الأول في معناه وليس مشاكلًا له في لفظه، وإذا حصل اللفظ والمعنى كان أجود من حصول المعنى وحده، وإذا نصبت قدرت المصدر بالفعل كأنك قلت: عجبت من أن ضرب أو ومن أن يضرب ليتحقق لفظ الفاعل والمفعول، فأما قوله: (البيت) يحسن بيع الأصل والقيانا، الشعر لزيادة العنبري والشاهد فيه نصب الليان بالعطف على المعنى، وذلك كأنه قال: وتخاف الليان، ويجوز أن يكون معطوفًا على مخافة، والتقدير: مخافة الإفلاس ومخافة الليان، ثم حذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه، وكذلك القيان هو منصوب على معنى الأصل؛ لأن المراد يحسن أن يبيع الأصل والقيان … والنعت في ذلك كالعطف في جواز الحمل على اللفظ والمعنى تقول فيه: عجبت من ضرب زيد الظريف بالخفض على اللفظ والظريف بالرفع على المعنى". ابن يعيش (٦/ ٦٥، ٦٧).