للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن هشام: أرسلني (١)، قلت: معناه ما قاله ابن فارس في المجمل: "ألكني"؛ أي: تحمل رسالتي إليه، قال الشاعر (٢):

ألكني إليها عمرك الله يا فتى … بآية ما جاءت إلينا تهاديَا (٣)

وقال أبو زيد: ألكته أليكه إذا أرسلته، قلت: فحينئذ يكون ألكنى أمرًا من ألاك يلين إذا أرسل، وقال الجوهري: الألوك الرسالة، وكذلك المألك والمألكة بالضم فيهما (٤).

قوله: "رسالة" ويروى: تحية، قوله: "بآية" أي: بعلامة، "ممَّا كانوا ضعافًا" وهو جمع ضعيف؛ ككرام جمع كريم، قوله: "ولا عزلا" بالعين المهملة والزاي المعجمة؛ جمع أعزل وهو الذي لا سلاح معه.

قوله: "ولا سيئي زي" أصله: ولا سيئين بالنون سقطت للإضافة، وهو جمع سيئ من السوء، و "المزي" -بكسر الزَّاي المعجمة، وتشديد الياء آخر الحروف، وهو اللباس والهيئة، ويروى: ولا سيئي رأي بالراء المهملة وسكون الهمزة (٥).

قوله: "ولا مخيسة" بضم الميم وفتح الخاء المعجمة وتشديد الياء آخر الحروف وفتح السِّين المهملة؟ أي: محبوسة، وقال النحاس: الأجود أن يكون مخيسة بمعنى مذللة (٦)، وقال الجوهري: المخيس: اسم سجن كان بالعراق؛ أي: موضع التذلل، وكل سجن مخيَس ومخيِس -أيضًا- يعني بفتح الياء وكسرها (٧).

قوله: "بزلَا" بضم [الباء] (٨) الموحدة وسكون الزَّاي المعجمة؛ جمع بازل وهو البعير الذي فطر نابه؛ أي انشق، ذكرًا كان أو أنثى.

الإعراب:

قوله: "ألكني": جملة من الفعل والفاعل وهو أنت في ألك والمفعول وهو "ني" وهو مفعول ثان مقدمًا، وقوله: "السَّلام" هو المفعول [الأول] (٩)، والتقدير: بلغ السَّلام عني.


(١) انظر البيت في المغني (٤٢٠)، وقد فسر فيه آية بمعنى: علامة، فلعل الشارح يقصد علامة الإرسال.
(٢) البيت من بحر الطَّويل، وهو لسحيم عبد بني الحسحاس، في ديوانه (١٩).
(٣) المجمل لابن فارس (١/ ١٠٢)، تحقيق: زهير سلطان، مؤسسة الرسالة، العراق، وهو بنصه مع البيت أيضًا.
(٤) الصحاح مادة: "ألك".
(٥) في (أ): ولا سيئي رأي بالزاي المعجمة.
(٦) انظر كتاب شرح أبيات سيبويه للنحاس (٧٥)، تحقيق: زهير غازي (البصرة).
(٧) الصحاح مادة "خيس".
(٨) ما بين المعقوفين سقط في (أ).
(٩) ما بين المعقوفين سقط في (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>