للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "فضالها" بكسر الفاء؛ يعني: ثيابها التي للتبذل لأنها قد تعرف من كسوة التجمل.

قوله: "الأيقاظ": جمع يقظ، "والأخفية": الأغطية، واحدها خفاء (١)، وسمي خفاء لأنَّه يخفي ما تحته، وأصل الخفاء الكساء الذي يستر به الرطب، وهو سقاء اللبن، [والمراد] (٢) ها هنا أجفان العيون، "والكرى": النوم.

قوله: "تزججها" أي: تكحلها بالمزج، يقال: زججت المرأة حاجبيها إذا أدقت صنعتهما وتزيينهما، قوله: "من حالك" أي من أسود، ويروى: [تزججها] (٣) من آنف [واكتحالها] (٤)، أي: من قريب؛ قاله السكري، ثم قال: التزجج إنَّما يكون للحاجب إذا نتف ما حوله لكنَّه إستعاره للأنف لقربه منه، وهذا التفسير يوجب أن يكون قوله: "من آنف": جمع أنف وجمعه بما حوله.

الإعراب:

قوله: "لقد" اللام للتأكيد و "قد" للتحقيق، و "علم" ها هنا بمعنى عوف؛ فلذلك اقتصر به على مفعول واحد وهو قوله: تزججها، و "الأيقاظ" بالرفع فاعل علم.

قوله: "أخفية الكرى": كلام إضافي منصوب على التمييز عند أبي الفتح، كأنه حمله على المعنى؛ لأنَّ المعنى: الأيقاظ عيون أخفية الكرى، فكأنه قال: الأيقاظ عيونًا من أغطية النوم التي تشتمل على عيون جهال القوم.

ويجوز أن تجعل الأخفية العيون أنفسها لاشتمالها على النوم كاشتمال الأخفية على ما فيها، وللمجاورة، كأنه قال: الأيقاظ عيونًا، وكذا قدره أبو الفتح (٥).

وأجاز أبو علي نصبه كنصب: مررت برجل حسن وجهَه، على التشبيه بالمفعول به، أو على التمييز وإن كان معرفة؛ لأنَّ التعريف لا يفيد هنا شيئًا فهو كتعريف الأجناس (٦).

قوله: "من حالك": "يتعلق" (٧) بتزججها، قوله: "واكتحالها" التقدير: واكتحالها منه فحذف للدلالة عليه كما تقدم، ولا يجوز أن يتعلق من حالك باكتحالها؛ لما يؤدي إليه من تقديم الصلة على الموصول، فافهم.


(١) في (أ): خفي.
(٢) و (٣) و (٤) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(٥) المحتسب (٢/ ٤٧).
(٦) أجاز ابن جني في سر الصناعة (٤٣)، أن يكون تمييزًا، وقد نقل الحديث عن أبي علي وفيه حديث مطول فليراجع هناك. ينظر سر الصناعة (٣٨، ٣٩).
(٧) ما بين المعقوفين سقط في (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>