للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا فسيل، والخطاب للفسيل في قوله: يا خيرة الفسيل، وقد جعل كثير ممن يتعانى بتفسير الأبيات حتى الأفاضل منهم: الخطاب في قوله: "تروحي" للناقة، وقالوا معناه: اصبري على السير في وقت الرواح، وهو وقت العشي، وهو من زوال الشمس إلى الليل] (١)، والذي حملهم على ذلك عدم وقوفهم على ما قبل البيت، وغرهم لفظ تروحي حتى جعلوا الخطاب للناقة.

قوله: "أجدر" أي: أولى، قوله: "تقيلي": من قال يقيل قيلولة وقيلًا ومقيلًا وهو النوم في الظهيرة.

٤ - قوله: "رسيل" أي: سهل وهو صفة المشرب، و"الآجن": المتغير الطعم، و"الوبيل": بفتح الواو وكسر الباء الموحدة، معناه: الوخيم؛ من الوخامة؛ من وبل المرتع بالضم وبلًا.

الإعراب:

قوله: "تروحي": جملة من الفعل والفاعل، وهو الضمير المستتر فيه؛ أعني: أنت، قوله: "أجدر": نصب على أنه صفة لمنصوب محذوف، تقديره: تروحي وائتي مكانًا أجدر من غيره.

قوله: "أن تقيلي" بفتح الهمزة، أصله: بأن تقيلي فيه، وتقيلي منصوب بأن، وعلامة النصب سقوط النون [إذ أصله تقيلين، وأصله: أن تقيلي فيه، فحذف كلمة في فصار تقيليه، على الاتساع، ثم حذف الضمير أيضًا فصار: تقيلي، وقيل أصله: تروحي مكانًا أجدر بأن تقيلي فيه فحذف مكانًا الذي هو الموصوف فصار أجدر بأن تقيلي ثم حذف في، ثم الهاء كما ذكرنا] (٢).

قوله: "غدًا": نصب على الظرف، والباء في: "بجنبي" يتعلق بقوله: "تقيلي"، و"بارد": مجرور بالإضافة، و"ظليل": صفته.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "أجدر" فإنه أفعل التفضيل واستعمل بغير ذكر: "من" لكونه صفة لمحذوف؛ إذ التقدير: وائتي مكانًا أجدر أن تقيلي فيه من غيره كما ذكرنا (٣).


(١) و (٢) ما بين المعقوفين مستكمل من نسخة الخزانة.
(٣) قد تحذف: "من" مع مجرورها لدلالة ما قبلها عليها، ويكثر الحذف إذا وقع أفعل التفضيل خبرًا؛ كقول الله تعالى: ﴿أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا﴾ ويقل الحذف إذا وقع أفعل التفضيل حالًا أو صفة كما في البيت. ينظر شرح التسهيل لابن مالك (٣/ ٥٦، ٥٧)، وشرح الأشموني (٣/ ٤٥، ٤٦)، وتوضيح المقاصد (٣/ ١١٦، ١١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>