للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كَم قَدْ ذَكَرتُكِ لَو أُجْزَى بِذكْرِكُم … ................................

وبعده:

٢ - إِني لأُجْذِلُ إِنْ أَمْشِي مُقَابِلَهُ … حُبًّا لِرُؤْيَةِ مَنْ أَشْبَهْتِ في الصورِ

وهما من البسيط، المعنى ظاهر.

الإعراب:

قوله: "كم": خبرية بمعنى كثير، والمعنى: كم وقت قد ذكرتك فيه، وكم في محل الرفع على الابتداء، وقوله: "قد ذكرتك": خبره، وهي جملة من الفعل والفاعل والمفعول.

قوله: "أجزى": على صيغة المجهول، والضمير الذي فيه مفعول ناب عن الفاعل، وقوله: "بذكركم" في محل النصب على أنه مفعول ثان، قوله: "يا أشبه الناس": منادى مضاف منصوب، قوله: "كل الناس": كلام إضافي مجرور؛ لأنه تأكيد للناس في قوله: "أشبه الناس" والباء في "بالقمر" تتعلق بأشبه.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "كل الناس" حيث أضيف فيه كل إلى اسم ظاهر، وقد علم أن كلًّا تجب إضافتها إلى اسم مضمر راجع إلى المؤكد إذا كان تأكيدًا لمعرفة نحو: ﴿فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ﴾ [ص: ٧٣]، وقال ابن مالك: وقد يخلفه الظاهر كقوله:

كَم قَد ذَكَرْتُكِ ............... … ....................... إلى آخره (١)

وخالفه أبو حيان: وزعم أن كلًّا في البيت نعت مثلها في: "أطعمنا شاة كل شاة"، وليس توكيدًا (٢)، وقال ابن هشام: وليس قوله بشيء؛ لأن التي ينعت بها دالة على الكمال لا علي عموم الأفراد (٣).


(١) قال ابن مالك: "وقد يستغني بكليهما عن كلتيهما، وبكلهما عنهما، وبالإضافة إلى مثل الظاهر المؤكد بكل عن الإضافة إلى ضميره" تسهيل الفوائد (٦٤)، ثم ذكر البيت في شرح التسهيل لابن مالك (٣/ ٩٢)، وانظر المغني (١٩٤).
(٢) و (٣) ينظر المغني (١٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>