للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو أول قصيدته المشهورة، قوله: "بسقط اللوى" بكسر السين المهملة ولممكون القاف، وهو ما تساقط من الرمل، و "اللوى" بكسر اللام؛ منقطع الرمل من حيفا يرقّ، و "الدخول وحومل": موضعان من منازل بني كلاب، وقال الكلابي: الدخول: ماء لعمرو لن كلاب فيه أبنية (١).

الإعراب:

قوله: "قفا": خطاب للواحد بصيغة التثنية للتأكيد، كأنه قال: قف قف، وذلك كما في قوله تعالى: ﴿أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ﴾ [ق: ٢٤] فإنه خطاب لمالك خازن النار، والمعنى: ألق ألق، وقد قيل: إنه خطاب لصاحبيه الاثنين، وكذا الخطاب في قوله: ألقيا للملكين.

قوله: "نبك": مجزوم لأنه جواب الأمر، قوله: "من ذكرى": يتعلق بقوله: "نبك"، وهو مصدر ذكر يذكر، أضيف إلى حبيب، و "منزل": عطف عليه، والباء في "اللوى" ظرف، أي: في سقط اللوى، و "بين": نصب على الظرف أضيف إلى الدخول، وقوله: "فحومل": عطف عليه.

الاستشهاد فيه:

[في قوله: "فحومل"] (٢) من حيث أنه أناب الفاء مناب الواو، والمعنى: بين الدخول وحومل، إذ لا يجوز أن يقال: زيد بين عمرو فخالد، بالفاء لأن بين إنما تقع معهما الواو؛ لأنك إذا قلت: المال بين زيد وعمرو فقد احتويا عليه، فهذا موضع الواو لأنها للاجتماع، وإن جئت بالفاء وقع التفريق فلم يجز، وعلى هذا كان الأصمعي يرويه: بين الدخول وحومل بالواو (٣).

وقال النحاس في شرحه: أما الاحتجاج لمن رواه بالفاء، فلأن هذا ليس كقولك: المال بين زيد وعمرو، لأن الدخول موضع يشتمل على مواضع، فلو قلت: عبد الله بين الدخول، تريد مواضع الدخول لتم الكلام؛ كما تقول: دربنا بين مصر تريد: بين أهل مصر، فعلى هذا قوله: "بين الدخول فحومل" أراد: بين مواضع الدخول وبين مواضع حومل، ولم يرد موضعًا بين الدخول وحومل. فافهم (٤).


(١) ينظر معجم البلدان (٢/ ٣٧٣، ٥٠٧).
(٢) ما بين المعقوفين زيادة لبيان موطن الشاهد.
(٣) ينظر المغني (١٦٢، ٣٥٦)، وقد رد ابن هشام رواية الأصمعي بقوله: "وأجيب بأن التقدير: بين مواضع الدخول فمواضع حومل؛ كما يجوز: جلست بين العلماء فالزهاد".
(٤) تأتي الفاء بمعنى الواو أحيانًا وهو الترتيب، والترتيب هنا عطف لمجرد المشاركة في الحكم، وسمي هذا ترتيبًا في اللفظ وأن المراد وقوع الفعل بتلك المواضع وترتيب اللفظ واحدًا بعد الآخر بالفاء ترتيبًا لفظيًّا، وذهب بعض البغداديين أن الأصل ما بين فحذف ما دون بين، وقيل: الفاء نائبة عن إلى، قال ابن هشام بعد أن ذكر الرأي السابق: ويحتاج =

<<  <  ج: ص:  >  >>