للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرائية، ومنها (١):

أَتَيتُ رسُولَ الله إذْ جَاءَ بالهُدَى … وَيَتْلُو كِتَابًا كالمجرَّةِ نَيِّرَا

وعن البغوي: (٢) حدثنا داود (٣) هو ابن رشيد حدثنا يعلى بن الأشدق، قال: سمعت النابغة يقول: أنشدت رسول الله :

بَلَغْنَا السَّمَاءَ مَجْدُنَا وَجُدُودُنَا … وإنا لَنَرجُو فوقَ ذلكَ مَظْهَرَا

فقال: "أين المظهر يا أبا ليلى؟ "، قلت: الجنة، قال: "أجل -إن شاء الله تعالى-"، ثم قال: "قل"، فقلت:

ولَا خَيرَ في حلْمٍ إذا لَم يَكُنْ لَهُ … بَوَادرُ تَحْمِي صَفْوَهُ أَنْ يكدرَا

ولَا خَيرَ فيِ جَهْلٍ إذَا لَم يَكُنْ لَهُ … حَليمٌ إذَا مَا أَوْرَدَ الأَمْرَ أَصْدَرَا

فقال: "أجدت، لا يفضض الله فاك"، قالها مرتين، والقصيدة من الطويل. المعنى ظاهر.

الإعراب:

قوله: "بلغنا": جملة من الفعل والفاعل والمفعول، قوله: "مجدنا" بالرفع بدل من الضمير الذي في "بلغنا" بدل اشتمال، وقوله: "سناؤنا": عطف عليه، قوله: "وإنا" إن حرف من الحروف المشبهة بالفعل، والضمير المتصل به اسمه، وقوله: "لنرجو": خبره، واللام فيه للتأكيد، قوله: "فوق": نصب على الظرف، مضاف إلى ذلك (٤)، قوله: "مظهرَا": مصدر ميمي نصب على أنه مفعول نرجو.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "مجدنا" بدل اشتمال من الضمير المرفوع في قوله: "بلغنا" (٥).


(١) انظر القصيدة في ديوان النابغة الجعدي (٦٠)، والخزانة (٣/ ١٦٩)، ومطلعها في الديوان:
خليلي عوجا ساعة وتهجرا … ولوما على ما أحدث الدهر أو ذرا
(٢) هو علي بن عبد العزيز بن المرزبان شيخ الحرم، من حفاظ الحديث، له مسند (ت ٢٨٦ هـ). ينظر الأعلام (٤/ ٣٠٠).
(٣) هو أبو داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير السجستاني (ت ٢٧٥ هـ) ينظر الأعلام (٣/ ١٢٢).
(٤) قال الدكتور سيد تقي (١١٧) في كتابه مع المقاصد النحوية: "بقي عليه أن يقول وهو متعلق بمحذوف منصوب على الحالية؛ لأنه كان وصفًا له فلما قدم صار حالًا".
(٥) ينظر الشواهد السابقة (٩٠٤، ٩٠٥، ٩٠٦، ٩٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>