وقال أيضًا: المقتضب (٤/ ٢٩٧) "ووجه رابع لا يكون مثله في قرآن ولا شعر ولا كلام مستقيم، وإنما يأتي في لفظ الناسي أو الغالط، وذلك قولك: رأيت زيدًا داره، وكلمت زيدًا عمرًا، ومررت برجل حمار, أراد أن يقول: مررت بحمار فنسي ثم ذكر، فنحى الرجل، وأوصل المرور إلى ما قصد إليه، أو غلط ثم استدرك"، ينظر شرح الرضي على الكافية (٢/ ٣٨٦). (٢) أجاز ابن السيد مجيء بدل الغلط سماعًا وقياسًا، فالسماع أورد فيه بيت ذي الرمة، وقد رد عليه النحويون، يقول السيوطي: "وقد عنيت بطلب ذلك في الكلام والشعر فلم أجده، وطلبت غيري به فلم يعرفه، وادعى أبو محمد بن السيد أنه وجده في قول ذي الرمة: (البيت) قال: فلعس: بدل غلط؛ لأن الحوة: السواد بعينه، واللعس: سواد مشرب بحمرة، ورد بأنه من باب التقديم والتأخير وتقديره: في شفتيها حوة وفي اللثات لعس، وفي أنيابها شنب". همع الهوامع (٢/ ١٢، ١٢٦) وقال ابن عصفور: "ولا حجة فيه لاحتمال أن يكون اللعس صفة للحوة كأنه قال: حوة لعساء أي: حوة مشوبة بحمرة، كما قالوا: رجل عدل يريدون: عادل فيكون من باب الوصف بالمصدر". شرح جمل الزجاجي "الكبير" (١/ ٢٨٣)، وقال أيضًا: "فأما قوله: (البيت) فيتخرج على أن يكون لعس مصدرًا وصف به حوة على حد قولهم: رجل عدل، أي: حوة لعساء، والحوة: السواد الخالص، واللعس: سواد تشوبه حمرة". المقرب (١/ ٢٤٤)، وينظر حاشية الصبان (٣/ ١٢٧).