للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبعده:

٢ - وجعلتِ حَظِّي مِنْكِ حظِّي في الكَرَى … وتركْتنِي للفَرْقَدَيْن جَلِيسًا

٣ - قَطَّعْتِ ذَيَّاكِ الخُمَار بسَكْرَةٍ .... وأدَرْت منْ خمْرِ الفِرَاقِ كُؤُوسًا

وهي من الكامل.

قوله: "برزت" أي: ظهرت، قوله: "فهجت": من هاجه إذا أثاره، قوله: "وسيسًا" بفتح الراء وكسر السين المهملة، وهو مس الحمى أو الهم أو الوجد، قوله: "نسيسًا" بفتح النون وكسر السين المهملة الأولى، وهو بقية النفس.

الإعراب:

قوله: "هذي": منادى حذف منه حرف النداء، والتقدير: يا هذه، و"برزت": جملة من الفعل والفاعل، و"لنا" يتعلق به، قوله: "فهجت": جملة أيضًا عطف على برزت، و"رسيسًا": مفعوله.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "هذي" حيث حذف منه أبو الطيب حرف النداء، وحَذْف حرف النداء مع اسم الإشارة لا يجوز، نص على ذلك البصريون؛ فلذلك لحنوا أبا الطيب في ذلك.

وخرج على أن "هذي" إشارة إلى البرزة فهي مصدر؛ كقولهم: ظننت ذاك، فذاك إشارة إلى المصدر.

وأما الكوفيون فإنهم جوَّزوا هذا على ما ذكرنا؛ فلا وجه حينئذ إلى تلحين أبي الطيب (١).


(١) قال الرضي في شرح الكافية (١/ ١٥٩): "ويجوز حذف حرف النداء إلا مع اسم الجنس والإشارة .... وإنما لم يجز الحذف عند البصريين مع اسم الإشارة وإن كان معرفًا قبل النداء لما ذكرنا قبل من أنَّه موضوع في الأصل لما يشار إليه للمخاطب، وبين كون الاسم مشارًا إليه وكونه منادى أي: مخاطبًا تنافر ظاهر، فلما أخرج في النداء عن ذلك الأصل وجعل مخاطبًا احتيج إلى علامة ظاهرة تدل على تغييره وجعله مخاطبًا وهي حرف النداء.
والكوفيون جوزوا حذف الحرف من اسم الإشارة اعتبارًا بكونه صرفة قبل النداء، واستشهادًا بقوله تعالى: ﴿ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ﴾ [البقرة: ٨٥]. وينظر حاشية الصبان (٣/ ١٣٧)، وشرح الكافية الشافية لابن مالك (١٢٩١) وفيه يوافق الكوفيين في قولهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>