للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣ - وتدعو اللهَ مجتهدًا ليرضى … وتذكُرُ في رعِيَّتك المَعَادا

٤ - فَمَا كَعْبُ بنُ مامَةَ ....... … ....................... إلخ

وهي من الوافر.

و"كعب بن مامة": هو الإيادي الَّذي آثر على نفسه بالماء حتَّى هلك عطشًا، وذلك أنَّه كان في رفقة فقل عنهم الماء، فكان كعب يؤثر بنصيبه حتَّى ضعفت قوته وقد قربوا من موضع الماء، فقيل له: رد فقد وصلت إلى الماء، فلم تكن به قوة وخر ميتًا، فقال في ذلك أبوه (١):

أَوْفَى عَلَى المَاءِ كَعْبٌ ثُمَّ قِيلَ لَهُ … رِدْ كعب إنَّك وارِدٌ فَمَا وَرَدَا

وأما ابن سعدى فهو أوس بن حارثة بن لام الطائي، وسعدى أمه، وقد ذكره ابن أبي حازم الأسدي في قوله (٢):

١ - إلى أوْسِ بنِ حارِثَةِ بنِ لَامٍ … ليَقْضِي حَاجَتي فِيمَنْ قَضَاهَا

٢ - وما وَطِئَ الثَّرَى مَثَلُ ابنِ سُعْدَى … ولَا لَبِسَ النِعَال ولَا احْتَذَاهَا

فأخبر جرير أنَّه ليس واحد من هذين الجوادين بأكرم من عمر بن عبد العزيز ﵁.

الإعراب:

قوله: "فما كعب" ما بمعنى ليس، وكعب اسمه، و"ابن مامة": صفته، ومامة لا ينصرف للتأنيث والعلمية، وقوله: "وابن سعدى": عطف على كعب، وقوله: "بأكرم منك": خبر ما، ومحله النصب، وقوله: "منك" يتعلق بأكرم، ولم ينصرف أكرم للصفة ووزن الفعل، وقوله: "يا عمرُ" منادى مفرد معرفة.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "الجوادا" حيث نصبه الشاعر على النعت لعمر على الموضع، ولو رفع حملًا على اللفظ لجاز ولكن القوافي منصوبة (٣).

* * *


(١) البيت من بحر البسيط، لأبي دؤاد الإيادي، في ديوانه (٣٠٨)، وسمط اللآلئ (٨٤٠).
(٢) البيتان من بحر الوافر، وهما في ديوان بشر بن أبي خازم (٢٢٣)، وانظرهما في الحماسة البصرية: (١/ ١٢٠)، والكامل (١/ ٣٠٣).
(٣) إذا كان المنادى علمًا موصوفًا بابن متصل مضاف إلى علم نحو: يا زيد بن عمرو جاز في المنادى مع الضم الفتح إتباعًا لحركة ابن؛ إذ بينهما ساكن وهو حاجز غير حصين، واختلف في الأجود فقال المبرد: الضم لأنه الأصل، وقال ابن كيسان: الفتح لأنه الأكثر في كلام العرب، ولو كان المنادى غير علم نحو: يا غلام بن زيد، أو علمًا بعده ابن، =

<<  <  ج: ص:  >  >>