للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١ - أَيُّ قَلُوص رَاكِبٍ تَرَاهَا … شالوا عَلَيهِنَّ فَشُلْ عَلاهَا (١)

٢ - واشْدُدْ بِمَثْنَي حَقَبٍ حَقْوَاها … نَاجِيَة وَنَاجِيًا أَبَاهَا

٣ - إن أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها (٢)

وهي من الرجز، وفيه الخبن والقطع، والخبن هو حذف الثاني الساكن، والقطع: حذف ساكن السبب ثم إسكان متحركه في الوتد (٣).

١ - قوله: "واهًا" كلمة يقولها المتعجب، قال الجوهري: إذا تَعَجَبتَ مِنْ طِيبِ الشَّيءِ قلتَ: وَاهًا له ما أَطْيَبَهُ (٤)، وكذلك في التفجع وواه أيضًا, قوله: "لريا"، ويروى لليلى، وكلاهما اسم المحبوبة، وريا في الأصل مؤنث الريان الذي هو ضد العطشان، تقول؛ رجل ريان وامرأة ريا، وأصله من رويَ يَرْوَى من باب علم يعلم، ريا أصله: رويا قلبت الواو ياء وأدغمت في الياء.

فإن قلت: لم لا تقلب الياء في ريا واوًا؛ لأنهم يقلبون الياء واوًا في فعلى كما في: التقوى والثروى؟

قلت: إنما يفعلون ذلك في فعلى إذا كانت اسمًا كما في المثال المذكور، وإذا كانت صفة تركوها على أصلها، وقالوا: امرأة خزيا وريا، ولو كانت اسمًا. لقالوا: رَوَّى؛ لأنك كنت تبدل الألف واوًا موضع اللام، وتترك الواو التي هي عين الفعل على الأصل، والشاعر أخرجه على الصفة فلذلك قال: ريا، فافهم (٥).

٣ - قوله: "إن أباها"، أي إن أبا ريا المذكورة وَجَدَّها قد بلغا في المجد، وهو الكرم، ومنه المجيد وهو الكريم. يقال: مجد الرجل بضم الجيم فهو مجيد وماجد، قال ابن السكيت (٦): الشرف والمجد يكونان بالآباء، يقال رجل شريف ماجد إذا كان له آباء متقدمون في الشرف، قال: والحسب والكرم يكونان في الرجل نفسه، وإن لم يكن له آباء لهم شرف (٧)، وهذا التفسير على ما ذكره الجوهري من أن قبل البيت: واهًا لريا ثم واهًا واهًا.


(١) في الصحاح هي لغة بلحارث بن كعب. مادة: "علا".
(٢) ينظر شواهد المغني (١٢٨).
(٣) ينظر العروض الواضح (٥٢).
(٤) الصحاح، مادة: "ووه".
(٥) ينظر الممتع في التصريف لابن عصفور (٢/ ٥٤٢) وما بعدها.
(٦) ابن السكيت يعقوب بن إسحاق، أبو يوسف، ابن السكيت: إمام في اللغة والأدب، أصله من خوزستان (بين البصرة وفارس) تعلم ببغداد. من كتبه: "إصلاح المنطق" عاش وتوفي ما بين (١٨٦ - ٢٤٤ هـ = ٨٠٢ - ٨٥٨ م).
انظر الأعلام (٨/ ١٩٥)
(٧) الصحاح، مادة: "حسب"، ينظر شرح شواهد المغني (١٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>