للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال هذه الأبيات يخاطب معاذًا أعشى بني عقيل فأجابه بهذه الأبيات (١):

١ - تمنيتَ أن تَلقَى مُعَاذًا بِسَحْبَلٍ … سَتَلْقَى مُعَاذًا والقَضِيبَ اليَمَانِيَا

٢ - سَنقتُلُ منْكُمْ بالقَتِيلِ ثَلاثَةً … ونَغلِي وقَدْ كَانَتْ دِمَاءً غَوالِيَا

٣ - وَلَا تَحسَبنَّ الدِّينُ يا عَلْبُ مَنْظَرًا … ولا الثَّائِرَ الحرانَ ينْسَى التَّقَاضِيَا

قوله: "كَأَنَّ العُقَيْلِيينَ يَوْمَ لَقِيتهمِ"، ويروى:

كَأنَّ بَنِي الدَّغْمَاءَ إذْ لَحِقُوا بِنَا … فَرَاخُ ................ إلخ

و"الفراخ": جمع فرخ، وهو ولد الطائر، والأنثى فرخةٌ، قال الجوهري: وجمع القلة: أفرُخٌ وأفراخ، والكثر: فِرَاخ (٢)، و "القطا": جمع قطاة وهي طائر مشهور، و"الأجدل": الصقر: قوله: "بازيَا": من بزا عليه يبزو إذا تطاول عليه.

الإعراب:

قوله: "كَأَنَّ" للتشبيه، وقوله: "العُقَيْلِيينَ": اسمها، وقوله: "فراخ القطا": كلام إضافي خبرها, قوله: "يوم": نصب على الظرف, وأضيف إلى الجملة, قوله: "لاقين": جملة من الفعل والفاعل صفة الفراخ, قوله: "أجدل": مفعول لاقين، و "بازيَا": صفته.

ويجوز أن يكون بازيًا هو الطير الجارح المشهور، ويكون عطفًا على أجدل، وحذف العاطف للضرورة.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "أجدل" حيث منع من الصرف لوزن الفعل ولمح الصفة، وذلك لأنه مأخوذ من الجدل وهو الشد، وأكثر العرب يصرفه لخلوه عن أصالة الوصفية (٣).


(١) الأبيات من بحر الطويل لمعاذ أعشى بني عقيل، وهي في الأغاني (٣/ ٤٣٠) أخبار العجير السلولي ونسبه.
(٢) الصحاح مادة: "فرخ".
(٣) يرى النحاة أن بعض الكلمات العربية تستخدم في وضعها الأصلي اسمًا فتصرف، وقد تمنع من الصرف إذا لوحظ معنى الصفة فيها أو تخيل هذا المعنى فيها مع الاسمية، ومن هذه الكلمات: أجدل للصقر، وأخيل لطائر فيه نقط تخالف في لونها سائر البدن وغيرهما، وعلى أساس هذا الملحظ منع قول القطامي من الصرف، وفي ذلك يقول سيبويه: "هذا باب ما كان من أفعل صفة في بعض اللغات واسمًا في أكثر الكلام، وذلك أجدل وأخيل وأفعى، فأجود ذلك أن يكون اسمًا، وقد جعله بعضهم صفة؛ وذلك لأن الجدل شدة الخلق، قصار أجدل عندهم بمنزلة: شديد … وعلى هذا المثال جاء أفعى؛ كأنه صار عندهم صفة وإن لم يكن له فعل ولا مصدر". الكتاب (٣/ ٢٠٠, ٢٠١)، وانظر المقتضب (٣/ ٣٣٩ - ٣٤١)، وابن يعيش (١/ ٦١)، والممنوع من الصرف بين مذاهب النحاة والواقع اللغوي، د. إميل بديع يعقوب (٩٦، ٩٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>