(٢) قال سيبويه: "هذا باب ما ينصرف من الأفعال إذا سميت به رجلًا: زعم يونس أنك إذا سميت رجلًا بضارب من قولك: ضاربْ وأنت تأمر فهو مصروف، وكذلك إذا سميته: ضَارَبَ، وكذلك ضَرَبَ وهو قول أبي عمرو والخليل، وذلك لأنها حيث صارت اسمًا وصارت في موضع الاسم المجرور والمنصوب والمرفوع ولم تجئ في أوائلها الزوائد التي ليس في الأصل عندهم أن تكون في أوائل الأسماء إذا كانت علي بناء الفعل غلبت الأسماء عليها إذا أشبهتها في البناء وصارت أوائلها الأوائل التي هي في الأصل للأسماء فصارت بمنزلة: ضارب الذي هو بمنزلة حَجَر وتابِل؛ كما أن يزيد وتغلب يصيران بمنزلة: تنضب ويعمَل إذا صارت اسمًا، وأما عيسى فكان لا يصرف ذلك وهو خلاف قول العرب، سمعناهم يصرفون الرجل يسمى: كَعْسَبًا وهو العدو الشديد مع تداني الخُطَا، والعرب تنشد هذا البيت لسحيم بن وثيل اليربوعي: (البيت) ولا نراه على قول عيسى ولكنه على الحكاية". الكتاب (٣/ ٢٠٦، ٢٠٧). (٣) قال المصرح: "وقال عيسى بن عمر الثقفي شيخ الخليل وسيبويه إلا أن يكونا منقولين من الفعل فإنهما يؤثران فالأول كالأمر من ضارب بفتح الراء والثاني كضرب ودحرج أعلامًا، وظاهر كلام الشاطبي تبعًا للتسهيل أن خلاف عيسى بن عمر إنما هو في المشترك ونصه، وخالف في ذلك عيسى فكان لا يصرف الوزن المشترك المنقول من فعل ويقول: كل فعل ماض سمي به فإنه لا ينصرف إلا إذا كان فارغًا من فاعله، واحتج على ذلك بقوله وهو سحيم بن وثيل اليربوعي: (البيت) وجه الحجة منه أن جلا فعل ماض خال من فاعل، وهو علم ممنوع من الصرف بدليل عدم تنوينه، وأجيب عنه بأنه يحتمل أن يكون سمي بجلا من قولك: زيد جلا أي هو ففيه ضمير مستتر يعود على زيد, =