للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - قوله: "من الخاتام" أي: من الخاتم، وفيه أربع لغات: خاتَم بفتح التاء، وخاتم بكسرها، وخاتام، وخيتام (١).

الإعراب:

قوله: "لئن" اللام فيه اللام الموطئة للقسم عند الكوفيين، وعند البصريين زائدة على ما يأتي الآن بيانه، و"إن" للشرط.

وقوله: "كان ما حدثته": فعل الشرط، وما حدثته: اسم كان، وخبره قوله: "صادقًا"، وما موصولة، وحدثته صلتها وهو على صيغة المجهول من التحديث، والضمير المستتر فيه مفعول ناب عن الفاعل، والهاء مفعول ثان يرجع إلى ما، وقوله: "اليوم" نصب على الظرف.

قوله: "أصم" بالجزم جواب الشرط، وقوله: "في نهار القيظ" يتعلق بأصم، قوله: "باديَا": حال من الضمير الذي في أصم، قوله: "وأركب" بالجزم -أَيضًا- عطف على قوله: "أصم"، و"حمارًا": مفعوله، و"بين" نصب على الظرف، و"سرج" مجرور بالإضافة، و"فروة": عطف عليه.

قوله: "وأعر" بالجزم -أَيضًا- عطف على قوله: "وأركب"، وقوله: "من الخاتام" يتعلق به، قوله: "صغرى": مفعول أعر، وهو مضاف إلى شماليا، وأصله: صغرى شمالي، فحركت الياء بالفتحة وأشبعت بالألف للوزن.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "أصم" فإنَّه جواب الشرط، وقد اكتفى به عن جواب القسم المقدر؛ لأن التقدير ها هنا: والله لئن كان ما حدثته اليوم صادقًا أصم؛ لأن اللام هي الموطئة التي يقدر قبلها القسم، وهذا مذهب بعض الكوفيين منهم الفراء (٢)، وأما البصريون فقد أوَّلوا مثل هذا، وقالوا: اللام فيه زائدة، كما زادوها في قراءة من قرأ: ﴿إلا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ﴾ [الفرقان: ٢٠] (٣) بفتح الهمزة، وفي خبر المبتدأ في قوله (٤):

أُمُّ الحُلَيسٍ لَعَجُوزٌ شَهْرَبَهْ … .................... (٥)


(١) اللسان مادة: "ختم".
(٢) ينظر معاني القرآن للفراء (١/ ٦٥ - ٦٩) وفيه كلام مطول فليراجعه من أراده. وهو قول ابن مالك في التسهيل.
(٣) ينظر القرطبي (٤٧٢٩)، ط. دار الشعب، وإعراب القرآن للنحاس (٣/ ١٥٠).
(٤) بيت من الرجز المشطور، وقد سبق الحديث عنه والاستشهاد به في الشاهد رقم (١٦٠) من شواهد هذا الكتاب.
(٥) انظر هذا الموضوع في المغني (٢٣٦)، والكتاب (٣/ ٨٤)، وابن يعيش (٩/ ٢٢)، وأسلوب القسم واجتماعه =

<<  <  ج: ص:  >  >>