للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحسبه جاهليًّا، وقال القاضي (١) في أماليه: هو قيس بن رفاعة، وقال الأصبهاني (٢): قائل هذا البيت أبو قيس بن الأسلت الأوسي في حديث ثعلب واسمه: دثار (٣).

وهو من البسيط وفيه الخبن.

قوله: "طرد شاربه" بفتح الطاء، معناه: نبت شاربه، قيل: كثير منهم ينشدونه بضم الطاء وهو خطأ؛ لأنَّ طُرَّ بالضم معناه قطع، ومنه طر النَّبَات، قلت: المخطئ مخطئ؛ لأنَّ الصاغاني (٤) حكى في العباب أن طر بالضم في طر الشارب لغة.

قوله: "والعانسون" جمع عانس، وهو من بلغ حد التزوج ولم يتزوج مذكرًا كان أو مؤنثًا، و "المُردُ" بضم الميم؛ جمع أمرد، و "الشّيب" بكسر الشين المعجمة، جمع أشيب، وهو المبيض الرأس.

الإعراب:

قوله: "الذي" مبتدأ، وخبره مقدم هو قوله: "منا"، وقوله: "هو ما إن طر شاربه" صلة الموصول، وكلمة "ما" بمعنى حين. قاله ابن السكيت. قال معناه: حين طر وزيدت "إن" بعدها لشبهها في اللفظ بما النافية كما في قول الشاعر (٥):

وَرَجِّ الفَتَى لِلْخَيرِ مَا إِنْ رَأَيتَهُ … ...................... (٦)

وقال بعض الفضلاء: الأولى أن تكون (ما) نافية؛ لأنَّ زيادة (إن) حينئذ قياسية (٧).


= والإحصاء لطقبات الشعراء، وشارح أمالي القالي، وغيرها (ت ٤٨٧ هـ).
(١) إسماعيل بن القاسم بن عبد عيذون بن هارون بن عيسى بن محمَّد بن سلمان أبو علي القاضي (ت ٣٥٦ هـ).
الأعلام (١/ ٣٢١).
(٢) هو أبو الفرج علي بن الحسن الكاتب الأديب، له كتاب الأغاني (ت ٣٥٦ هـ). ينظر شذرات الذَّهب (٣/ ١٩).
(٣) الأغاني: غير موجود فيه، ط. دار الكتب العلمية، ثانية (١٩٩٢ م).
(٤) الحسن بن محمَّد بن الحسن بن حيدر بن علي العدوي العمري أبو الفضل الصاغاني، له مجمع البحرين والعباب وغيرهما (ت ٦٠٥ هـ). بغية الوعاة (١/ ٥١٩).
(٥) البيت من بحر الطَّويل منسوب في مراجعه للمعلوط القريعي، وهو في المغني (٢٥، ٣٨، ٣٠٤)، ونسبه السيوطي إلى إياس بن الأرت، وعجز البيت:
....................... … على السن خيرًا لا تزال يزيد.
وانظره في شرح أبيات المغني (١/ ١٠٧)، والكتاب (٤/ ٢٢٢)، والمقرب (١/ ٩٧)، والبيت شاهد هنا على زيادة (إن) بعد (ما) المصدرية الظرفية.
(٦) ينظر مغني اللبيب (٣٠٤).
(٧) قال ابن هشام بعد أن ذكر (البيت): "وبعد فالأولى في البيت تقدير ما نافية؛ لأنَّ زيادة إن حينئذ قياسية". انظر المغني (٣٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>