للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "خندف" بكسر الخاء المعجمة وسكون النون وكسر الدال وفي آخره فاء، وهي أم مدركة زوجة إلياس، واسمها ليلى بنت حلوان بن عمران بن الحارث (١) بن قضاعة، واشتقاق خندف من الخندفة، وهو مشي فيه سرعة وتقارب خطى، والنون زائدة، وعن الخليل: أن الخندفة مشي كالهرولة للنساء خاصة دون الرجال (٢)، وإلياس هو ابن مضر بن نزار، وهو بفتح الياء آخر الحروف وبالهمزة، ويقال: إلياس بكسر الهمزة موافقًا لاسم إلياس النبي .

وقال السهيلي: ويذكر عن النبي أنه قال: "لا تسبوا إلياس فإنه كان مؤمنًا" (٣)، وذكر أنه كان يسمع في صلبه تلبية النبي بالحج.

الإعراب:

قوله: "إني" الضمير المتصل اسم إن، وخبره قوله: "رخي اللبب"، وقوله: "لدى الحرب": كلام إضافي ظرف، قوله: "أمهتي" مبتدأ، وخبره قوله: "خندف"، وكذلك قوله: "وإلياس" مبتدأ، وخبره قوله: "أبي".

الاستشهاد فيه:

في قوله: "أمهتي" حيث أظهر فيه الهاء، وهو على الأصل، وذلك لأن أصل أم: أمهة، ولذلك يجمع على: أمهات، ويقال: الأمهات للناس، والأُمَّات للبهائم (٤).


(١) في: (أ، ب): ابن الحاق.
(٢) قال الخليل في العين مادة الخاء والدال: "خندف: الخَنْدَفَةُ: مشية كالهرولة للنساء والرجال، قالت ليلى القضاعية لزوجها إلياس بن مضر بن نزار: ما زلت أُخَنْدِفُ في أثركم، فقال لها: خِنْدِف، فصار اسمها إلى اليوم".
(٣) قال السهيلي في الروض الأنف (١/ ٢٨): "روي عن رسول اللَّه أَنَّهُ قَال: "لَا تَسُبّوا إلْيَاسَ فَإِنّهُ كَانَ مُؤْمِنًا" وَذَكَرَ أَنَّهُ كَانَ يَسْمَعُ فيِ صُلْبِهِ تَلْبِيَةَ النبِيّ بِالْحَجّ. يَنْظُرُ في كِتَابِ الْمَوْلِدِ لِلْوَاقِدِيّ. وَإلْيَاسُ أَوّلُ مَنْ أَهْدَى الْبُدْنَ لِلْبَيْت".
(٤) قال الرضي: "على أن الهاء في: "أمهتي" زائدة، قال ابن جني في سر الصناعة: كان أبو العباس يخرج الهاء من حروف الزيادة، ويذهب إلى أنها إنما تلحق في الوقف في نحو: اخشه، وارمه، وهُنَهْ ولكنهْ، وتأتي بعد تمام الكلمة، وهذه مخالفة منه للجماعة وغير مرضي عندنا؛ وذلك لأن الدلالة قد قامت على زيادة الهاء في غير ما ذكره، فمما زيدت فيه الهاء قولهم: أمهات، ووزنه: فعلهات، والهاء زائدة؛ لأنه بمعنى؛ الأم، والواحدة: أمهة، قال: (البيت) أي: أمي" ينظر شرح شواهد الشافية (٣٠٢)، وسر الصناعة (٥٦٣، ٥٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>